وهـذه تـتـمة لرواية سيف , فقد وضع على لسان غالب التميمي هذاالشعر ليخلد فخر فتح البقعتين لتميم , والطبري عندما اخرج رواية . سيف لم يخرج شعره جريا على عادته في حذف الاشعار من الروايات الا ما شذ عن ذلك . وروى الـطـبري عن سيف ان عتبة بن غزوان ولى سلمى بن القين على مسلحة مناذر, وجعل امرها الـى غالب , وحرملة على نهرتيري , وجعل امرها الى كليب , ثم ذكر ان طوائف من بني العم هاجروا الـى الـبصرة وتتابعوا اليها, فوفد عتبة امير البصرة منهم وفدا الى الخليفة عمر, وكان فيهم سلمى وحـرمـلـة بـعـد ان امرهماان يستخلفا على عملها, وقال : انهما كانا من الصحابة , وقال : انهم كلموا الخليفة في شان قومهم , فاقطعهم ما كان لال كسرى من قطائع . ثـم ذكـر بـعد ذلك ان الهرمزان كفر ومنع ما قبله واستعان بالاكراد,فاخبر حرملة وسلمى عتبة , وعـتـبـة اخـبر بذلك عمر, فامدهم عمربحرقوص بن زهير السعدي , قال : وكانت له صحبة من رسـول اللّه وامـره على القتال وعلى ما غلب عليه , فسار حرقوص وحرملة وسلمى وغالب وكليب حتى التقوا مع الهرمزان بسوق الاهواز, فاقتتلوا مما يلي سوق الاهواز, ونزل بها, واتسعت له بلادها الـى تـستر, ووضع الجزية , وكتب بالفتح والاخماس الى عمر, ووفد وفدا بذلك , وقال الاسود بن سريع في ذلك وكانت له صحبة : لعمرك ما اضاع بنو ابينا. ولكن حافظوا فيمن يطيع . اطاعوا ربهم وعصاه قوم . اضاعوا امره فيمن يضيع . مجوس لا ينهنهها كتاب . فلاقوا كبة فيها قبوع . وولى الهرمزان على جواد. سريع الشد يثفنه الجميع . وخلى سرة الاهواز كرها. غداة الجسر اذ نجم الربيع ((359)) . وقال حرقوص : غلبنا الهرمزان على بلاد. لها في كل ناحية ذخائر. سواء برهم والبحر فيها. اذا صارت نواجبها بواكر. لها بحر يعج بجانبيه . جعافر لا يزال لها زواخر ((360)) . ومـن حديث سيف هذا, استخرجوا ترجمة لحرقوص بن زهير في عداد الصحابة , فقال ابن الاثير: ((ذكره الطبري فقال : ان الهرمزان الفارسي صاحب خوزستان , كفر ومنع ما قبله واستعان بالاكراد, فكثف جمعه , فكتب سلمى ومن معه الى عتبة ـ الى قوله ـ وكانت له صحبة من رسول اللّه (ص ) )) الحديث . وتبع ابن الاثير كل من الذهبي في التجريد, وابن حجر في الاصابة . وروي الـطبري عن سيف في فتح ((رامهرمز)) و((تستر)): (ان يزدجرد اثار اهل فارس اسفا عـلـى ما خرج من ملكهم , فتحركواوتكاتبوا هم واهل الاهواز على النصرة , فكتب سلمى وحرملة الى الخليفة والى المسلمين بالبصرة , فامر الخليفة سعد بن ابي وقاص امير الكوفة بارسال جند كثيف الـيـهـم بـقـيـادة النعمان , فسار النعمان حتى جاز سوق الاهواز وخلف حرقوصا وسلمى وحرملة هناك ,والتقى بالهرمزان في ((اربك )) واقتتلوا قتالا شديدا, وهزم اللّه الهرمزان , فترك رامهرمز ولـحـق بـتستر, فتبعه النعمان وحرقوص وحرملة وسلمى حتى التقوا حول تستر ) الى هنا ينتهي مايخرجه الطبري عن سيف في شان حرملة وسلمى في حوادث السنة السابعة عشرة . ويـذكـر فـي حـوادث سنة 21ه, ان عمر عندما وجه النعمان الى نهاوند, كتب الى سلمى بن القين وحرملة بن مريطة وقواد فارس ـ. الـذيـن كانوا بين فارس والاهواز ـ ان اشغلوا فارس عن اخوانكم ,وحوطوا بذلك امتكم وارضكم , واقيموا على حدود ما بين فارس . والاهوا, حتى ياتيكم امري , قال : وفصل سلمى وحرملة ومن معهما فكانوا في تخوم اصفهان وفارس فقطعوا بذلك عن اهل نهاوند امداد فارس . يروي هذا الطبري عن سيف وياخذ من الطبري كل من ابن الاثير وابن خلدون في تاريخيهما. ومـلـخـص ما ذكره سيف في هذه الاسطورة ان خالد بن الوليد لماعين اميرا على العراق , طلب من حرملة وسلمى والمثنى ومذعور. الـلـحـاق بـه فـي الابـلة , وكان مع كل منهم الفان , وقال : وكان حرملة وسلمى من صالحي الصحابة الـمـهـاجـريـن , وهـمـا اول مـن نـزل ارض فـارس لـقـتـال الـفـرس فـنـزلا ((اطـد))ـق اـحـلـلا و((الـنـعـمـان ))و((الـجعرانة )) في اربعة آلاف من تميم والرباب , وكان بازائهماقائدا الفرس انـوشـجان والفيومان , فزحفوا اليهما فغلبوهما على الوركاء, وغلبا على الهرمزجرد الى ((فرات باذقلى )), وانشد في ذلك حرملة وسلمى اشعارا. وذكر ان الهرمزان كان يغير على كور البصرة فوجه عتبة بن غزوان سلمى وحرملة فنزلا حدود ارض مـيسان , ودستميسان بينهم وبين مناذر وانهما دعوا بني العم بن مالك , وقال : ان بني العم هم من نسل مرة بن مالك بن حنظلة , لقب بالعمي لانه ترك قومه وذهب الى فارس , ونصر الفرس , ولذلك قيل لابـنـائه بـني العم , قال : فخرج اليهما رئيسا بني العم : غالب وكليب , وقالالسلمى وحرملة : انتما من العشيرة وليس لكما مترك , ووعدا ان يثور احدهما بمناذر, والاخر بنهر تيري , ويقتلا المقاتلة ثم يـلـتـحـقـابهما, وقالا ليس بعد هذا دون الهرمزان شي ء, واستجاب قومهمالندائهما وكانوا ينزلون خـوزستان قبل الاسلام واهل البلاديامنونهم , فلما التقى حرملة وسلمى والهرمزان واقتتلوا, اقبل الـمددمن قبل غالب وكليب بعد ان استوليا على مناذر ونهر تيري ,واخبر الهرمزان بان ((مناذر)) و((نـهـر تيري )) قد اخذتا فانكسر,وانهزم جيشه , فقتل المسلمون ما شاءوا وفر الهرمزان حتى عبرجسر الاهواز, فصار النهر بينهم , ثم وقع الصلح بينهم على ذلك . وذكـر ان عـتبة ولاهما على مسلحة مناذر وتيري , وانهما وفداعلى عمر وكلماه في شان قومهما تميم , فاقطعهم ما كان لال كسرى . ثـم ذكـر مخالفة الهرمزان لشروط الصلح واستعانته بالاكراد, وان عمر عين حرقوص بن زهير قائدا لحربه , وانه كان من الصحابة . فـالـتقى المسلمون به ثانية واستولوا على سوق الاهواز, وفرالهرمزان الى السوس , وذكر تهييج كـسرى للفرس وتحشيده الجيوش , وتعاقده واهل الاهواز على النصرة , وكتابة حرملة وسلمى الى عمر والى المسلمين في البصرة بذلك . وذكـر تـحرك الجيوش الاسلامية لذلك , وذكر مواقع حربية فيهامواقف لحرملة وسلمى , انتجت فتح السوس وتستر وغيرهما. وذكر في واقعة نهاوند ان عمر كتب الى حرملة وسلمى وسائرقواد فارس ((ان اشغلوا فارس عن اخـوانـكـم )) واقيموا على حدودفارس والاهواز, ولكن حرملة وسلمى زادا على ذلك اذ اوغلا الى تخوم اصبهان وفارس , وقطعا عن اهل نهاوند امداد فارس ,ويذكر. اراجيزهم في تلك المناسبات . هـذه خلاصة ما ذكره سيف في هذه الاساطير, ولمقارنة حديثه بحديث غيره نرجع الى البلاذري فـي فـتـوح الـبـلدان , فنجده يقول :((وجه عمر بن الخطاب عتبة ابن غزوان حليف بني نوفل بن عبدمناف في ثمانمائة الى البصرة , فجاء حتى نزل الخريبة ((361))
ـ الى قوله ـ خرج الى الابلة فـقـاتل اهلها ففتحها عنوة واتى الفرات , وعلى مقدمته مجاشع بن مسعود السلمي , ففتحه عنوة ,واتى المذار, فخرج اليه مرزبانها فقاتله فهزمه اللّه وغرق عامة من معه , واخذ سلما فضرب عتبة عنقه , وسار عتبة الى دستميسان وقد جمع اهلها للمسلمين , وارادوا المسير اليهم فراى ان يعاجلهم بالغزو لـيـكون ذلك افت في اعضادهم واملا لقلوبهم ,فهزمهم اللّه وقتل دهاقينهم وانصرف عتبة من فوره الى ابرقباذففتحها اللّه عليه . وروى ان عمر اذن لعتبة في السنة الرابعة عشرة ان يبني للمسلمين مدينة , فاختاروا ارض البصرة ـ الى جنب الخريبة ـوبنوا بها من القصب مساكن ومسجدهم ودار الامارة والسجن والديوان . ثـم ذهب الى الحج واستخلف مجاشع بن مسعود وكان غائبا, وامرالمغيرة ان ينوب عن مجاشع حتى يقدم , فكفر دهقان ميسان ورجع عن الاسلام , فلقيه المغيرة وقتله , وكتب الى عمر بالفتح . وقـال ان اهل ابرقباذ غدروا ففتحها المغيرة عنوة , وروى عن المدائني ان الناس كانوا يسمون كلا من ميسان ودستميسان والفرات وابرقباذ: بـ ((ميسان )). وذكـر ان عـتـبة : توفي في طريق عودته الى البصرة , فولى عمرالبصرة المغيرة ابن شعبة , وان الـمغيرة جعل يختلف الى امراة من بني هلال يقال لها ام جميل بنت محجن , وكان لها زوج من ثقيف يقال له : الحجاج بن عتيك , فبلغ ذلك جماعة فرصدوه حتى اذادخل عليها هجموا عليه , فاذا هما عريانان وهـو متبطنها, فخرجواحتى اتوا عمر فشهدوا بما راوا, فولى ابا موسى الاشعري البصرة وامره باشخاص المغيرة الحديث بطوله . وقـال : كانت ولاية ابي موسى البصرة سنة 16, فاستقرى كوردجلة , فوجد اهلها مذعنين بالطاعة , فامر بمساحتها ووضع الخراج . عليها. وقـال فـي فتح كور الاهواز: غزا المغيرة بن شعبة سوق الاهوازفي ولايته حين شخص عتبة بن غزوان من البصرة في آخر سنة15 او اول سنة 16, فقاتله البيرزان دهقانها, ثم صالحه على مال , ثم انه نكث , فغزاها ابو موسى الاشعري حين ولاه عمر بن الخطاب البصرة بعد المغيرة , فافتتح سوق الاهواز ونهر تيري عنوة وولي ذلك بنفسه في سنة 17. وروى عن الواقدي وابي مخنف وقال : ((سار ابو موسى الى الاهواز, فلم يزل يفتح رستاقا رستاقا, ونـهـرا نـهرا, والاعاجم تهرب من بين يديه , فغلب على جميع ارضها الا السوس , وتستر,ومناذر, ورامهرمز)). وقـالـوا: وسار الى مناذر, فحاصر اهلها, فاشتد قتالهم , وكتب عمراليه وهو محاصرهم : ان يخلف عليها ويسير الى السوس , فخلف الربيع بن زياد الحارثي , وسار الى السوس , ففتحها عنوة ,وصارت مناذر الكبرى والصغرى في ايدي المسلمين , فولاها ابوموسى عاصم بن قيس السلمي , وولى سوق الاهواز سمرة ابن جندب الفزاري حليف الانصار. وقـاتـل ابـو مـوسـى اهل السوس ثم حاصرهم حتى نفد ما عندهم من الطعام , فضرعوا الى الامان , وصـالـحـه دهـقـانـهـا عـلـى ان يـفـتح له المدينة ويؤمن مائة من اهله ففعل , وقتل من سواهم من الـمـقاتلة ,وصالح اهل رامهرمز على ثمانمائة الف او تسعمائة الف , ثم انهم غدروا ففتحها ابو موسى عنوة في آخر ايامه . وذكـر الـبـلاذري تـفصيل فتح تستر وقوادها وابطالها, وليس فيهم ذكر لحرملة وسلمى وكليب وغالب , وكذلك في فتح نهاوند, وذكرعمال عمر على تلك النواحي وعمله , فذكر ان عاصم بن قيس بـن الـصـلـت كان على مناذر, وسمرة بن جندب على سوق الاهواز,ومجاشع بن مسعود على ارض الـبـصـرة وصـدقـاتـها, والحجاج بن عتيك على الفرات , والنعمان بن عدي من قبيلة الخليفة عمر عـلـى كـور دجلة , وابا مريم الحنفي على رامهرمز, وذكر غيرهم وتحدث عن عملهم وليس فيهم ذكر لابطال اساطير سيف . امـا بـنـو الـعـم فـقد ذكر صاحب الاغاني في سبب انتسابهم الى تميم فقال ((انهم نزلوا ببني تميم بـالبصرة في ايام عمر بن الخطاب ,فاسلموا وغزوا مع المسلمين وحسن بلاؤهم , فقال الناس : انتم وان لم تكونوا من العرب , اخواننا واهلنا, وانتم الانصار والاخوان وبنو العم , فلقبوا بذلك , وصاروا في جملة العرب )). ونـقلوا عن جرير انه لما تواقف هو والفرزدق للّه جاء واقتتل قبيلاهما وجاءت بنو العم في ايديهم الخشب تاييدا للفرزدق قال : ما للفرزدق من عز يلوذ به . الا بني العم في ايديهم الخشب . سيروا بني العم فالاهواز داركم . ونهر تيري ولم تعرفكم العرب . وقالوا: ان بعض الشعراء هجا بني ناجية وشبههم ببني العم وكان يطعن في انتسابهم الى قريش وقال : وجدنا آل سامة في قريش كمثل العم بين بني تميم . نتيجة البحث والمقارنة : ذكـر سـيف ان خالد بن الوليد كتب الى القواد الاربعة ان يوافوه بجنودهم في الابلة , وكان مجموع الـجـنـد ثـمـانـيـة عشر الفا, وان اول من قدم ارض فارس لحرب الفرس حرملة وسلمى ـ وكانا مـن صالحي الصحابة المهاجرين ـ مع اربعة آلاف من تميم والرباب , فنزلوا اطد والجعرانة ونعمان وزحفوا حتى غلبواالوركاء وهرمزجرد الى فرات باذقلى . ووجـدنـا الـبلاذري يسلسل ذكر الولاة القادة على البصرة وخوزستان بادئا بعتبة مخطط البصرة وبـانـيـهـا ويحصي عدد جيشه ثمانمائة , ثم يذكر من جاء بعده واحدا بعد الاخر, ويذكر فتوحهم ووقائعهم وليس فيها ذكر للقائدين التميميين والجيش التميمي اللجب , ولا لـ((نعمان )) و((اطد)) و((الـجـعـرانة )), ووجدنا الحموي يترجم لهذه الاماكن في معجمه استنادا الى احاديث سيف هذه ويـتـبـعه عبدالمؤمن في مراصده , ولما كان في الحجاز مكان باسم الجعرانة حسب الحموي الاسم مشتركا بين مكانين , فذكره في المشترك اسما والمختلف صقعا. ونسب سيف فتح مناذر وتيري الى من سماهما غالبا وكليبارئيسي بني العم ونسبهم الى تميم , ونسب فتح سوق الاهواز الى حرقوص . بـن زهير السعدي التميمي بالاتفاق مع القادة التميميين الاربعة ,وذكر ان عتبة ولى حرملة وسلمى مـسـلحة مناذر وتيري , وولى رئيسي بني العم امرهما, وان حرملة وسلمى وفدا الى عمر,واقطع بـسـبـبهما تميما قطائع آل كسرى , وآلت اليهم املاك الملوك ,وذكر كيف كتب حرملة وسلمى الى عمر والى المسلمين بالبصرة عن تحشدات كسرى والفرس بخوزستان , وذكر لهما ـ ايضا ـمواقف في حرب السوس وتستر, وايغالهما الى اصفهان وفارس ,وقطع الميرة عن الفرس في واقعة نهاوند. امـا الـبـلاذري فـقد ذكر ان المغيرة بن شعبة الثقفي هو الذي صالح اهل سوق الاهواز في ولايته , وفـتـحـهـا ابـو مـوسـى الاشعري عنوة بعد ان غدر اهلها وفتح ـ ايضا ـ نهر تيري عنوة , وفتح خـليفته الربيع بن زياد الحارثي مناذر الكبرى عنوة , وولى ابو موسى عاصم بن قيس السلمي عليها, وولى على سوق الاهواز سمرة بن جندب الفزاري . وذكر البلاذري ايام الفتوح ووقائعها بتستر والسوس ونهاوند, ولاذكر لابطال اساطير سيف فيها, ويـذكـر ولاة كـور دجـلة ونواحي الاهواز ولا ذكر لرجال تميم فيهم , ويذكر ما قالت الشعراء في تلك الايام من شعر ولا ذكر لشاعر من تميم فيها. ولاة وقـادة مـن مـازن وثـقيف والاشعريين وبني الحارث وبني سليم وفزارة ولا قائد او امير او راجز من تميم لـم يـسـتطع سيف ان يصبر على ذلك , فنسب كل تلك الفتوح الى ابطال تميم , وزاد فيما اختلق بلادا فتحها قادة تميم ومعارك حربية . خـاضها جيش تميم , مما لم يكن لها وجود البتة , واربى على ذلك حين ذكر ان اول جيش وطا ارض فارس لقتال الفرس كان من تميم , وانهم ملكوا قطائع الملوك آل كسرى . وجـاء الى بني العم جيران تميم وحلفاؤهم في البصرة , فنحت لهم نسبا واختلق لتسميتهم اسطورة , ونظم لتاييد ذلك ابياتا,. واخترع لهم في الفتوح امجادا, وبعد هذا هل لجرير ان يقول : سيروا بني العم فالاهواز داركم . ونهر تيري ولم تعرفكم العرب ؟. * * *. اخـترع سيف في هذه الاساطير تسعة شعراء من سراة تميم يتغنون بمجد تميم ممن لم يعرف رجال الادب ودواويـنـه اسماءهم واشعارهم من غير طريق سيف , فقد قال اخو مرة بن مالك في مرة على رواية سيف : لقد عم عنها مرة الخير فانصمى . . . ويطلب ملكا عاليا في الاساور. وقال يربوع بن مالك : لقد علمت عليا معد باننا. غداة التباهي غر ذاك التبادر. الى قوله : اذا العرب العلياء جاشت بحورها. فخرنا على كل البحور الزواخر. وقال ايوب بن العصية : وكنا ملوكا قد عززنا الاوائل . وفي كل قرن قد ملكنا الحلائلا. وقال الحصين بن نيار الحنظلي : اصابوا لنا فوق الدلوث بفيلق . له زجل ترتد منه البصائر. وقال غالب بن كليب : ونحن ولينا الامر يوم مناذر. وقد اقمعت تيري كليب ووائل . ونحن ازلنا الهرمزان وجنده . الى كور فيها قرى ووصائل . وقال الاسود بن سريع التميمي ـ قال سيف وكانت له صحبة ـ: لعمرك ما اضاع بنو ابينا. ولكن حافظوا فيمن يطيع . الى قوله : وولى الهرمزان على جواد. وخلى سرة الاهواز كرها. وقال حرقوص بن زهير ـ وذكر له صحبة ـ: غلبنا الهرمزان على بلاد. لها في كل ناحية ذخائر. وقال سلمى ـ وذكر انه كان من صالحي الصحابة ـ: الم ياتيك والانباء تسري . بما لاقى على الوركاء جان . وقال حرملة ـ وكان ايضا من صالحي الصحابة ـ ((362))
: شللنا ماه ميسان بن قاما. الى الوركاء تنفيه الخيول . واخـتـرع سـيـف صحابة لرسول اللّه , لم يعرفهم الرسول ولاالصحابة ولا التابعون , كحرملة بن مـريـطـة الـتميمي , فقد وصفه بانه من صالحي الصحابة المهاجرين , واخترع له شعراوبطولات , فـاسـتند الى احاديث سيف , ابن الاثير والذهبي وابن حجر, وافردوا له ترجمة في عداد الصحابة بـاسـد الـغابة والتجريدوالاصابة , واستندوا الى احاديثه , وترجموا للمثنى بن لاحق والحصين بن نـيار, مما شرحناه في محله من هذا الكتاب , وذكرلحرقوص صحبة للرسول (ص ) فوصفوه بذلك في ترجمته . وسلمى بن القين التميمي وصفه ايضا بانه من صالحي الصحابة المهاجرين , فذكروا ذلك في ترجمته , ورووا نسبه عن ابن الكلبي ,ولا نعلم هل اخذه من سيف او من راو آخر. واستند الى احاديث سيف كل من : ابن ماكولا فقال في مادة ((عصبة )): ((وايـوب بـن عـصـبـة بن امرئ القيس , شاعر له شعر كثير في وقعة الهرمزان , ذكره سيف بن عمر)): ((ايـوب بن عصبة بن امرئ القيس شاعر له شعر كثير في وقعة الهرمزان بنهر تيري ذكره سيف في الفتوح )). وتـبـعـه ابـن الاثير في اللباب ولم يذكر سنده , ويظهر من حديثه في هذه الترجمة انه كانت لديه نـسـخـة مـن فـتـوح سـيـف , كـمـا رايناالحموي يصرح بان لديه نسخة من فتوح سيف بخط ابن الخاضبة ((363))
, يستخرج منها اساطير سيف واراجيزه , ويذكرها في معجمه , وقد يستند الى تـلـك الاسـاطـير فيترجم لاماكن لم توجد الافي اساطير سيف , ووجدنا الحموي ينقل احيانا من احاديث سيف واراجيزه ما لا يذكره الطبري في تاريخه , اذن فالحموي يوجد في معجمه من احاديث سـيف مالا يوجد عند الطبري , والطبري قديترك من احاديث سيف واشعاره في الفتوح , وما يذكره الطبري من احاديث سيف ينقل عنه ابن الاثير وابن كثير وابن خلدون وغيرهم . وكذلك فعل الزبيدي في مادة (مرط) من تاج العروس , وقال : ((حرملة بن مريطة ذكره سيف في الفتوح وقال : كان من صالحي الصحابة , قلت : هو من بلعدوية من بني حنظلة وكان مع المهاجرين مع رسول اللّه (ص ) وهو الذي فتح مناذر, ونهر تيري مع سلمى بن القين , في قصة طويلة )). لم ينتبه الزبيدي الى ان مصدر بقية اخبار حرملة التي ذكرهابايجاز بعد قوله ((قلت )) ايضا سيف وان كل الاخبار انفردبايرادها سيف كما ذكرنا تفصيل ذلك في ما سبق من هذا البحث . حصيلة الحديث : ا ـ ثلاثة اماكن تترجم في الكتب البلدانية . ب ـ صحابي , مهاجر, قائد, شاعر, بطل يترجم في عدادالصحابة . ج ـ معارك حربية . د ـ سوق جيش تميمي لجب . ه ـ اراجيز وفتوح تذكر في تاريخ الفتوح , وفي كل ذلك مفاخرلتميم ذي المجد الحربي العتيد من بركة احاديث سيف .
2 ـ حرملة بن سلمى
مـا ذكـرنـا الـى هـنا كان ما استفادوه من احاديث سيف , فمن احاديث سيف استخرجوا ترجمة لابن مـريـطـة , واطـد ونـعمان , والجعرانة في العراق , وزاد على هذا ابن حجر حين قرا: ((حرملة وسلمى ))المذكور في سياق احاديث سيف : ((حرملة ابن سلمى )) فترجم لهذه الكلمة المحرفة في الاصابة وقال : ((حرملة بن سلمى )) قال سيف والطبري امره خالد بن الوليد سنة اثنتي عشرة حين دخـل العراق , وكان معه ومع مذعور بن عدي وسلمى بن القين ثمانية آلاف , وكان مع خالد بن الوليد عشرة آلاف وقد تقدم انهم كانوا لايؤمرون الا الصحابة (ز) انتهى . والزاي عنده رمز لمن استدركه على من سبقه من مترجمي الصحابة . مناقشة اسانيد سيف : ان سيفا يخترع القصة , ويخترع لها ابطالا, ويخترع لها شهودا,اشخاصا يفترض وجودهم في زمان الـقـصـة ومكانها, ثم يخترع لهاسندا مسلسلا من الرواة , يروون لك القصة عمن حضرهاوشهدها, ولـلبحث عن رواته ـ اسانيده ـ نرجع الى كتب التاريخ وتراجم الرواة وكتب الانساب ومشجراتها فنجد اسماء رواة تشابه اسماؤهم : اسم من روى سيف عنه القصة فنقوم بالتحقيق والمقارنة . هـل يـقصد سيف من الاسم الذي اسند اليه الحديث هذا الراوي ؟ولكن هذا لم يدركه سيف , ام يقصد الاخـر؟ وذاك ايـضا تاخرزمانه عن عصر سيف ولم يدرك سيفا كنيته مع كنية شيخ سيف , وهكذا دواليك هـذا فـيـما اذا وجدنا اسما مشابها لاسم شيخ سيف , واذا لم نجد شبيهاله , فالامر هناك اصعب , فان علينا ان نبحث في مختلف كتب الادب والسير والحديث الى ان نطمئن بعدم وجود شخص بهذاالاسم في تلك المصادر. وفـي ما مر من احاديث اسند سيف اغلبها الى محمد وطلحة والمهلب وعمرو بلا تمييز آخر, فمن هـو محمد هذا؟ فان كان من تخيله سيف : محمد بن عبد اللّه بن سواد بن نويرة , فقد اسند اليه216 حـديـثـا في الطبري , وهو من الرواة الذين اختلقهم سيف , ولم نجد له ذكرا في شتى المصادر التي راجعناها. وطلحة هل هو طلحة بن عبد الرحمن الذي هو كسابقه ؟ ام تخيل سيف طلحة آخرا؟. والمهلب في اسانيد سيف هو المهلب بن عقبة الاسدي واسند اليه سيف كما في الطبري نحوا من 70 حديثا ولم نجد له ذكرا في كتب الحديث . وعـمـرو عمرا)) ام هو غيره ؟. وفـي طـريـق حديث له عبد اللّه بن المغيرة العبدي وابو بكر الهذلي ولهما ذكر في كتاب الرجال , ولـكـن سيفا هل رآهما ام وضع الحديث واسنده اليهما دون ان يراهما, ودون ان يعرفا سيفاويسمعا به ؟ لا ندري
سلسلة رواة الحديث عن سيف
روى الاخبار السابقة سيف بن عمر واخذ منه :1 ـ الطبري في تاريخه ضمن حوادث سنة 12 ـ 21ه وذكرسنده . 2 ـ ابن ماكولا في الاكمال وذكر سنده . 3 ـ السمعاني (ت 562ه) في الانساب وذكر سنده . 4 ـ الحموي في معجم البلدان وذكر سنده وان لديه نسخة من فتوح سيف . واخذ من هؤلاء: 5 ـ صاحب اسد الغابة عن سيف والطبري . 6 ـ صاحب التجريد عن اسد الغابة . 7 ـ صاحب الاصابة عن الطبري . 8 ـ صاحب مراصد الاطلاع عن الحموي . 9 ـ صاحب مراصد اللباب عن السمعاني . 10 ـ ابن الاثير في تاريخه عن الطبري . 11 ـ ابن خلدون في تاريخه عن الطبري . 12 ـ الزبيدي في تاج العروس وذكر سند بعض اخباره .
10 ـ الربيع بن مطر بن ثلج ـالتميمي
شعره في الفتوح ـ مناقشة سند الحديث . فـي تـرجـمـتـه بـتاريخ ابن عساكر: (شاعر ادرك حياة النبي (ص )وشهد فتح دمشق , وبيسان , والقادسية بالعراق , وقال في ذلك اشعارا اخبرنا عن سيف ابن عمر قال : وقال في ذلك الربيع بن مطر بن ثلج التميمي في بيسان : (و) قلت لبيسان الالى في حصونهم . وهل ينفع المكذوب بالقول باطله . ابيسان ان تخطر عليك رماحنا. يكن لك يوم تجتويك قبائله . ابيسان مهلا لا تلجي واسمحي . بصلح دماج لا تهاب غوائله . فدونك ما منتك نفسك انما. افادك منهم ناقص الراي (فائله ). فلما ابوا الا القتال تواترت .