وهاتان المقطوعتان رواهما ابن عساكر ايضا عن سيف في فتح دمشق . وفي الثالثة ((وقال ابو بجيد نافع بن الاسود بن قطبة بن مالك : (و) نحن صبحنا يوم دجلة اهلها. سيوفا وارماحا وجمعا عرمرما. نراوح بالبيض الرقاق رؤوسهم . اذا الرمي اغرى بيننا فتصرما. قتلناهم ما بين دجلة فالقرى . الى النهروان حيث صال بواهما. اذقناهم يوم المداين باسـنا. صراحا واسعطنا الملايم علقما ((288))
)). وفي الرابعة ((وقال ابو بجيد ((289))
نافع بن الاسود احد بني عمرو بن تميم : ((ان فيـنا لمن يعرض او كا. نت به كمنة لكحلا مضـيضا). (وشـفاء من الصداع عمـوما. لم ينهنه الا اسـتزاد غموضا). (وخيولا ترى لهن عتـادا. وسلاحا ترى عليه نضـوحا). يا خليلي عرضا تعـريضا. واعلما انني مجيد قريـضا. (وبنى اللّه اذ سـما لي عزا. شـامخا لي فروعه مسـتفيضا). (واواخي الكريم لا يجفـوني . واقيـم المسـفه العـريضا). (حيث القى عمادة العز والمجد. جميـعا فما اراد نهـوضا). اي يوم لهم كيوم قديس . قد تركنا به الفتى مرفـوضا. معلما باللوا تحسـب فيه . لمـوه حاصبا زادت فضـوضا. كم سلبنا من تاج ملك واسـوا. ر ترى في نطاقه تفضـيضا. وترينا خير الجيوش سـناء. وربيعا مخمـلا وعريضـا. وسرينا في مثلهم عن تراض . لم نعرج ولم نذق تغمـيضا. وحملنا عتادهم بعد سـت . حيث ارسوا فلم يطيـقوا نهوضا. ثم سرنا من فورنا نحو كسرى . ففضـضنا جمـوعه تفضـيضا. لم يكن غيرنا هناك غريب . حرض القوم بالقنا تحريـضا. واجلنا على المدائن خيـلا. برها مثل بحرهن اريضا. وانتثلنا خزائن المرء كسـرى . حين خضنا وحاص منا جريضا ((290))
)). ذكر الطبري من هذه القصيدة البيتين الاخيرين , بعد ايراده رواية سيف في كيفية استيلاء المسلمين على المدائن , وتبعه في ذلك ابن الاثير وابن كثير في تاريخهما. وفي الخامسة ((وقال ابو بجيد نافع بن الاسود التميمي : (وقال القضاة من معد وغيرها. تميمك اكفاء الملوك الاعاظم ). (همو اهل عز ثابت وارومة . وهم من معد في الذرى والغلاصم ). (وهم يضمنون المال للجار ماثوى . وهم يطعمون الدهر ضربة لازم ). سديف الذرى من كل كوماء بازل . مقيم لمن يقفوهم غير حازم . فكيف تناصيها الاعاجم بعـدما. علوا بجسيم المجد اهل المواسم . وبذل الندى للسائلين اذا اعتفوا. وكف المنايا في السنين اللوازم . ومدهم الايدي الى الباع في العلا. اذا (قصرت ) عنها اكف السلالم . وارمالهم في النايبات بلادهم . لفلك العناة او لكشف المغارم . وقودهم الخيل العتاق الى العدى . ضوامر تودى في فجاج المخارم . تجنبها تشكو النشور من الوجا. تعاند اعناق المطي الرواسم . ليقضين وطرا او ليحوين مغنما. لذلك اذ ما هم حماة المغانم . فكاين اصابوا من غنيمة قاهر. حدايق من نخل بفرات فاعم (كذا). وكان لهذا الحي منهم غنيمة . كما احرز المرباع عند المقاسم . (لذلك كان اللّه شـرف قومنا. بها في الزمان الاول المتقادم ). (وحين اتى الاسلام كانوا ائمة . وقادوا معدا كلها بالجرايم ). (الى هجرة كانت سناء ورفعة . لباقيهم فيهم وخير مراغم ). اذا الريف لم ينزل عريب بصحنه . فاذ هو تلكنه ملوك الاعاجم . (فجاءت تميم في الكتايب نصرة . يسوون صفا كالليوث الضراغم ). على كل جرداء السـراة ومهلب . بعيد هدى التقريب عبل القوايم . عليهم من الماذي ضعف مضاعف . له جنة من شـكة المتلازم . فقيل لهم مجد الحياة فجاهدوا. فانتم حماة الناس عند العظايم . (فصفوا لاهل الشرك ثم تكبكبوا. فطاروا عليهم بالسيوف الصوارم ((291)) . فما برحوا يعفونهم بسـيوفهم . رجال تميم ذحلها غير نايم . من الراكبين الخيل شعثا الى الوغى . بصم القنا والمرهفات الصوارم . فتلك مساعي الاكرمين ذوي الندى . تميمك لا مسعاة اهل السلايم . وذكـر ابـن حـجـر تسعة ابيات من هذه القصيدة في ترجمة نافع بعدان قال : ((وانشد له سيف في الفتوح اشعارا كثيرة يفتخر فيهابقومه . ويذكر مشاهده في فتح الشام والعراق , فمنها قوله , وقال القضاة من معد) الى تسعة ابيات من القصيدة . وفي السادسة : (قال ابو بجيد: وسـقس قد تركـناه صريعا. ربوض حولـه عرج الضـباع . بمرج الروم ميتا لا مقيـما. توطن عن ابيه في ضـياع . علاه عامـر لما التقـينا. بقطام فاسـرع في النـخاع . فضل المرج يوم بني لكاع ((292)) . وبعد ايراد هذه المقطوعات الست , نقل ابن عساكر ما ذكره الدارقطني وابن ماكولا في ترجمة نافع بن سيف وبه ختم الترجمة . هذا ما كان عند ابن عساكر عن نافع اما الطبري فقد اخرج عن سيف روايته ان نافعا انشد البيتين : ((واجلنا على المدائن خيلا. برها مثل بحـرهن اريضا)). السابق ذكرهما. وروى عن سيف خبر جلولاء في ذكر حوادث سنة 16ه. وفي الرواية وقال ابو مجيد في ذلك : ويوم جلولاء الوقيعة اصبحت . كتائبنا تردي باسد عوابس . فضضت جموع الفرس ثم انمتهم . فتبا لاجساد المجوس النجائس . وافلتهن الفيرزان بجرعة . ومهران اردت يوم حز القوانس . اقاموا بدار للمنية موعد. وللترب تحثوها خجوج الروامس ((293)) . وتبعه ابن كثير في تاريخه . ولـم نـجد شعرا لنافع في روايات الطبري عن سيف غير هذه الابيات الستة مع قول ابن ماكولا في ترجمته : (له في قتال الفرس ذكر وشعر, قال سيف ). وقول ابن حجر: (وانشد له سيف في الفتوح اشعارا كثيرة يفتخرفيها). اذن فـقـد روى لـه سيف اشعارا كثيرة , والطبري حذفها جريا على عادته في حذف الاشعار, وبعد الـفحص وجدنا عند الحموي والحميري شيئا يسيرا منها في تراجم بعض البلاد نذكرها بعدايراد موجز رواية سيف في فتحها. روى الطبري عن سيف في ذكر فتح همذان والري وجرجان وقال ما ملخصه : ان الـخـلـيفة عمر عهد الى نعيم بن مقرن فتح همذان ومن بعده ماوراء ذلك الى خراسان , فامد اهل جرجان وغيرها ملك الري . والـتـقـوا مـع نعيم في سفح جبل الري , وناهدهم بعد ان بعث خيلااتتهم من ورائهم بغتة , فانهزموا وقتلوا مقتلة عظيمة , وبعث الاخماس مع الاسود بن قطبة ووجوه من وجوه اهل الكوفة , ولماوصل الـبـشـيـر الـى عـمر بالفتح , امر نعيما ان يرسل اخاه سويد بن مقرن الى قومس , فسار سويد اليها واخذها سلما, واخذ طبرستان صلحا, ثم سار الى جرجان , وعسكر ببسطام , وكتب الى ملك جرجان رزبـان صول , وكاتبه رزبان , وصالحه على الجزية وكفاية حرب جرجان , وكتبوا كتاب الصلح في السنة الثامنة عشرة , هذه خلاصة رواية سيف , وقال الحميري بعد ما اشار الى هذه الرواية : (وقال ابو بجيد في يوم الري : الا هل اتاها ان بالري معشرا. سقوا سقما لما استجاشوا وقتلوا. لهم موطنان عاينوا الملك فيهما. بايد طوال لم يحنهن مفصل . وخيل تعادي لا هوادة عندها. وراء جواد لم تمتط ومحجل ((294)) . ودهم وشقر ينشر الفلق بينها. اذا ناهدت قوما تولوا واوهل . قتلناهم بالسفح مثنى وموحدا. وصار لنا منهم مراد وماكل . جزى اللّه خيرا معشرا عصبوهم . واعطاهم خـيرا الذي ولوا) ((295)) . يـشـير في قوله ((وخيل تعادي )) و ((ناهدت قوما)) و ((قتلناهم بالسفح )) الى رواية سيف عن فتح الري . وجـاء ذكر نافع عند الحموي في فتح بسطام وجرجان والري ايضا, اعتمادا على رواية سيف , فقد قال في ترجمة بسطام : وكـان عمر انفذ الى الري وقومس نعيم بن مقرن , وعلى مقدمته سويد بن مقرن في سنة 19 او 18, فلم يقم له احد, وصالحهم وكتب لهم كتابا, وقال ابو بجيد: فنحن لعمري غير شك قـرارنا. احق واملى بالحروب وانجب ((296)) . اذا ما دعا داعي الصـباح اجابه . فوارس منا كل يوم مجـرب . ويوم ببسطام العريضة اذ حوت . شـددنا لهم اوزارنا بالتلبب . ونقلبها زورا كان صـدورها. من الطعن تطلى بالسنا المتخضب ((297)) . وقال في ترجمة جرجان : واما فتحها فقد ذكر اصحاب السير انه لما فرغ سويد بن مقرن من فتح بسطام في سنة 18 كاتب ملك جـرجـان , ثـم سـار اليها,وكاتبه روزبان صول وبادره بالصلح على ان يؤدي الجزية ويكفيه حرب جرجان , وسار سويد فدخل جرجان وكتب لهم كتاب الصلح على الجزية وقال ابو بجيد: دعانا الى جرجان والري دونها. سواد فارضت من بها من عشائر. رضينا بريف الري والري بلدة . لها زينة في عيشها المتواتر. لها نشز في كل آخر ليلة . تذكر اعراس الملوك الاكابر). والابيات هذه تتمة ما ذكره في ترجمة جرجان , وفي هذه التراجم كان واضحا اعتماد الحموي على روايـة سـيف , تلك الرواية التي اخرجها الطبري وحذف اشعارها, على ان الحموي في لغة (الري ) اخذ الرجز من رواية سيف الذي فيه ذكر ابو بجيد والقائدسويد ـ وقد ذكر اسمه بصيغة التكبير فـسـمـاه سـواداـ ((298))
وضـمه الى رواية غيره التي عينت القائد عروة الطائي ,كالبلاذري وغيره , فقد روى البلاذري في فتح الري وقومس ان عمر كتب الى عامله عمار ان يبعث عروة بن زيـد الـخيل الطائي الى الري , فذهب اليها وفتحها, ثم ذهب بنفسه الى المدينة وبشرالخليفة بالفتح , وبعد فتح الري قاد سلمة الضبي الجيش الى حرب قومس وغيرها, فصالحوه على خمسمائة الف عن الـري وقـومس ,وقال في فتح جرجان : ان عثمان ولى سعيد بن العاص سنة 29ه على الكوفة , وهو الذي فتح جرجان وصالح ملكها على مائتي الف درهم , وفتح سهل طبرستان انتهى بايجاز. فـي روايـة سـيـف كان فاتح الري نعيم بن مقرن , وفاتح قومس وطبرستان وبسطام وجرجان اخاه سويد, وكل ذلك كان في العام الثامن عشر او التاسع عشر. وفي رواية غيره : كان فاتح الري عروة بن زيد الخيل الطائي ,وفاتح قومس وغيرها خليفته سلمة الـضـبـي , اما فاتح جرجان وطبرستان فقد كان سعيد الاموي , وفي العام التاسع والعشرين وفي عهد الخليفة عثمان , هذه الى غيرها وجوه الخلاف الكثيرة بين الروايتين . بـعـد هذه الالمامة القصيرة والمقارنة اليسيرة , يتضح لنا كيف اعتمد الحموي على رواية سيف فيما ذكره في فتوح تلك البلادنظما ونثرا. قال الحموي بترجمة برجان : وكان المسلمون غزوه في ايام عثمان (رض ) فقال ابو بجيد التميمي : بدانا بجيلان فزلزل عرشـهم . كتائب تزجي في الملاحم فرسانا. وعدنا لاشـيان بمثل غداتهـم . فعادوا جوالي بين روم وبرجانا. وقال في لغة رزيق : وكـان مـقتل يزدجرد بن شهريار بن كسرى ملك الفرس على طاحونة على الرزيق , فقال ابو بجيد نافع بن الاسود التميمي : ونحن قتلنا يزدجـرد ببعجة . من الرعب اذ ولى الفرار وغارا. غداة لقيناهم بمـرو نخالهم . نمورا على تلك الجبال وبارا. قتلناهم في حربة طحنت بهم . غداة الرزيق اذ اراد حوارا ((299)) . ضممنا عليهم جانبيهم بصادق . من الطعن مادام النهار نهارا. فوللّه لولا اللّه لا شي ء غيره . لعادت عليهم بالرزيق بوارا. ولـم يذكر الطبري رواية سيف في فتح ما يسميه الحموي ببرجان , لنقوم بالبحث والمقارنة بينهما, وكـذلـك في مقتل يزدجردلم يخرج روايات سيف , وما اخرج من غيره كلها تتفق على ان يزدجرد قتل من قبل الفرس انفسهم , ولو كان الطبري اخرج لنارواية سيف في . ذلـك لـرايـنـا كـيـف تخيل سيف قتل يزدجرد ببعجة من ابطال تميم ,حتى يصح ان يضع على لسان شاعرهم الاسطوري ابي بجيد هذه الابيات , لتذهب تميم بمكرمة قتل يزدجرد ملك الملوك الفارسي . هـذا مـا وجدنا عن نافع عند من ذكرنا, ووجدنا ايضا نصر بن مزاحم يروي لنا في وقعة صفين ص 564 ابياتا ينسبها الى نافع ويقول : وقال (ابو بجيد) ((300))
نافع بن الاسود التميمي : الا ابلغا عني علـيا تحية . فقد قبل الصمـاء لما استقلت . بنى قبة الاسلام بعد انهدامها. وقامت عليها قصـرة فاستقرت . كان نبيا جاءنا حين هدمها. بما سن فيها بعد ما قد ابرت ((301)) . وقال : ولما صدر علي من صفين انشا يقول : وكم قد تركنا في دمشق وارضها. من اشمط موتور وشمطاء ثاكل . وغانية صـاد الرماح حليلها. فاضحت تعد اليوم احدى الارامل . تبكي على بعل لها راح غاديا. فليس الى يوم الحساب بقافل . وانا اناس ما تصيب رماحـنا. اذا ما طعنا القوم غير المقاتل . فـمن اين جاء ((نصر)) بهذه الابيات , وهل ورد ذكر نافع بن الاسود على لسان غير سيف الى صفين لنصر ايضافنجده . يـروي بعد ذلك في ص 612: (وفي حديث عمرو بن شمر قال :لما صدر علي من صفين انشا يقول : وكـم قـد تركنا في دمشق وارضها) الى قوله في صفحة 613 (قال : وفي حديث سيف قال :وقال ابو بـجـيـد نافع بن الاسود التميمي : الا ابلغا عني عليا تحية )الابيات السابقة , وها هنا يصرح بمصدر روايته , سيف ((302)) . وهكذا لايفوت سيفا فخر معركة حربية لا يشرك فيها ابطال اساطيره ليضيف الى امجاد قبيلته تميم مجدا على مجد وهكذا في كل واد من ثعلبة اثر وهكذا يوردون مختلقات سيف في بطون الكتب , ينسبونها اليه تارة , وتارة لايذكرون راويها, وعند ذاك يختلط الامر على الباحث . ويغم عليه الامر, ومن ذلك ما اورده ابن حجر في ترجمة نافع وقال : (وقال الدارقطني في المؤتلف : ابو محمد ((303))
نافع بن الاسود شهد فتوح العراق وهو القائل : قومي اسـيد ان سالت ومعدني . فلقد علمت معادن الاحساب . وانشد له سيف في الفتوح اشعارا كثيرة ) الحديث . ولا تفوتنا الاشارة الى ان (اسيد) هم معدن سيف وارومته من تميم . وحـق لـلـمـرزبـاني ـ بعد هذا ـ ان يترجم لهذا الشاعر المختلق في معجم الشعراء ويعتقد بصحة وجوده , والنسخة الموجودة من معجم . الـشعراء ناقصة , وسقط منها تراجم الاسود ونافع وانما وجدنا ابن حجر يروي عن المرزباني في تـرجـمتهما, على انه يغلب على الظن انا لو وجدنا ما فقد من معجم الشعراء لما انتفعنا منه شيئا,لانه غـالـبـا مـا يذكر تراجم الشعراء واشعارهم فيه بلا ذكر لسنده فيما يروي , وقد ترجم لنحو من خـمـسـة آلاف شـاعـر الـى عصره ,وكانت وفاته سنة 384 ((304))
, فكم شاعرا استخرج المرزباني بشعره وترجمته من اساطير سيف . اما ابن حجر فقد ذكر في ترجمة نافع وقال : (قـال الـمـرزبـاني : مخضرم يكنى ابا بجيد, يقول لما قتل عبداللّه بن المنذر بن الحلاحل التميمي بـالـيـمـامة مع خالد بن الوليد, فذكرالمرثية , وقد ذكرت منها في ترجمة عبداللّه المذكور, يقول فـيها(ما كان يعدل ) البيت , وقال في ترجمة عبداللّه : ذكر المرزباني في معجم الشعراء انه استشهد باليمامة مع خالد بن الوليد, فقال نافع بن الاسود يرثيه : اذهب فلا يبعدنك اللّه من رجـل . موري حروب وللعافين والنادي . ما كان يعدله في الناس من احد. ولا يوازيه في نعمى وارصاد. لقد تركت بني عمرو واخـوتها. يدعون باسـمك للمنتاب والراد. وتـفـاخر سيف بتميم واسرته بني عمرو جلي في هذه الابيات ,وقال ابن حجر ايضا بترجمة نافع : وانشد له المرزباني : الا رب نهب قد حويت وغارة . شهدت على عبل اسيل المقلد. وقرن تركت الطير تحجل حوله . فقرعته ضـربا بعضب المهند. وهـكـذا اعتمادا على هذه الابيات التي جاءت في معجم الشعراءوعلى رواية المرزباني , ترجم ابن حـجـر عـبداللّه في عدادالصحابة , ولم نجد له ذكرا فيما بحثنا من مصادر في التاريخ والانساب , واغلب الظن ان هذا الاسم (عبداللّه بن الحلاحل ) ايضامن مختلقات . سيف . ونـخـتـم بـحثنا عن نافع بان ما ذكره ابن عساكر في اول ترجمته من ان الشاعر الاسطوري نافعا ادرك حياة النبي , لم نجد عليه دليلا سوى ما روي عن سيف في المقطوعة الخامسة في قوله :(وحين اتى الاسلام كانوا ائمة الى هجرة كانت سناء ورفعة لنافيهم ). الابيات مما يذكر فيه انه كان لهم في الهجرة سناء ورفعة . امـا قوله بانه روى عن عمر بن الخطاب , فانا لم نجد الحديث الذي اختلقه سيف , واسند الى نافع انه رواه عن عمر بن الخطاب . مناقشة السند: اسند نصر بن مزاحم وابن ماكولا وابن عساكر وابن حجراحاديث سيف في ترجمة نافع الى سيف نـفـسـه , فـقـالوا: ((قال سيف )) ولم يذكروا سند سيف في حديثه عن نافع وكذلك في مانقلوا عن الدارقطني . وروى ابن عساكر ـ في ذكر فتح دمشق ـ اشعار نافع في حديث رواه سيف عن ابي عثمان عن خالد وعـبادة , وابو عثمان عند سيف , يزيد بن اسيد الغساني , وقد سبق قولنا فيه انه من مخترعات سيف , وخالد وعبادة مجهولان وجـاء فـي حديثني سيف عند الطبري اسماء رواة لهم ذكر في كتب الرجال , وقلنا ليس لنا ان نحمل وزر ما اسند سيف الى احدمن الرواة على الراوي , بعدما وجدنا سيفا يتفرد في الرواية عنه . خلاصة الحديث عن نافع . ابو بجيد نافع بن الاسود بن قطبة بن مالك التميمي ثم العمري . تخيله سيف شاعرا مجيدا, شهد اليمامة مع خالد وانشد في قتل عبداللّه بن الحلاحل التميمي مرثية . وشهد فتح دمشق وبصرى ونظم فيهما رجزين , والقادسية والمداين ونظم فيهما رجزين . ونـظـم فـي حـربهم للروم شعرا, وشهد جلولاء والري ونظم فيهمارجزين , وجرجان وجيلان وبرجان فنظم فيهن ثلاثة قصائد, ونظم في قتل يزدجرد وشهد صفين مع علي ونظم فيها رجزين , ونظم في الثناء على قومه قصائد واراجيز.
سلسلة رواة الحديث عن سيف
كل هذه الاخبار تنتهي الى سيف . نقل عنه نصر بن مزاحم (ت : 212ه) والدارقطني وابن ماكولاواسندوا حديثهم الى سيف نفسه . ونقل ابن عساكر عن سيف وعن ابن ماكولا. ونقل الطبري عن سيف وذكر سند حديثه . واخـذ من الطبري كل من ابن الاثير وابن كثير وابن خلدون في تواريخهم وذكر اخبار سيف هذه كل من المرزباني والحموي والحميري في تليفهم دونا ذكر لسندهم . ورجع ابن حجر في ترجمة نافع الى سيف نفسه , والى الدارقطني والمرزباني ايضا. حصيلة الحديث : ابو بجيد بن ابي مفزر نافع بن الاسود بن قطبة بن مالك الاسيدي , من بني عمرو بن تميم , ماجد ابن مـاجـد, وشاعر ابن شاعر, وصحابي ابن صحابي , اخترعهما سيف بن عمر الاسيدي واضافهما الى سـروات تـمـيـم وامـجـادهـا, وجـعـلهما من المنقطعين الى علي , كما جعل ابن عمهما القعقاع من الـمـسـتغربين في امر علي ,وانما اعتبرناهما من مخترعات سيف , لما لم نجد لهما ذكرا في حديث موصول الاسناد خارج احاديث سيف . وقـد وضـع على لسان شاعره الاسطوري ـ كما وضع على لسان ابيه ـ كلما اراد ان يصف به تميما فقال : وقال القضاة من معد وغيرها. تميمك اكفاء الملوك الاعاظم . وقال : فجاءت تميم في الكتائب نصرة . يسوون صفا كالليوث الضراغم . وقال : فتلك مساعي الاكرمين ذوي الندى . تميمك لا مسعاة اهل السلايم . وقال في قبيلة بني عمرو: ابى اللّه الا ان عمرا تناهموا. قوادم حرب لا تلين ولا تحري . وقال في قومه اسيد: قومي اسيد ان سالت ومعدني . فلقد علمت معادن الاحساب . وقال : وقد علمت افنا ((305)) ((306))
تميم باننا. لنا العز قدما عند دائرة النهب . قـال هذا واكثر من هذا ـ على لسان الشاعر الاسطوري وابيه ـمما اراد ان توصف به تميم ثم بني عمرو واسيد كما وضع بطولات . ارادهـا لتميم ثم بني عمرو واسيد لابني عمها الاسطوريين القعقاع وعاصم , وبذلك جمع المجد من اطرافه لهذا البيت مالك العمري ثم . الاسيدي , وقد تخيل سيف هذا البيت كما يلي : . تابعيان , وستة شعراء, واربعة من اصحاب رسول اللّه , وقائداالفتح الاسلامي , وراويان للحديث من قـبيلة اسيد قوم سيف ,ويضاف الى هذه الامجاد ما ياتي في باب ربيبي رسول اللّه من قوم اسيد ان شاء اللّه تـعـالى , ودونكم كتب التاريخ والحديث والانساب والادب وطبقات الصحابة والشعراء ورواة الحديث , ان وجدتم لاحد منهم ذكرا في حديث موصول الاسناد خارج حديث سيف ورواته .
6 ـ عفيف بن المنذر ـ التميمي
فـي ردة تـمـيم ـ نبع الماء في الفلاة لجيش المسلمين ـ خوض البحر الى دارين ـ مقارنة ـ مناقشة اسناد الحديث .
عفيف بن المنذر التميمي
((307)). قـال ابـن حـجر في ترجمته من الاصابة : ((احد بني عمرو بن تميم , ذكره سيف في الفتوح )) الخ واخـرج الـطـبري في تاريخه تفاصيل مما قص سيف عن عفيف بن المنذر, منها: ما رواه في ((خبر تـمـيـم وسـجاح )) عن الصعب بن عطية بن بلال عن ابيه قال : ان تميما اختلفت فيما بينها بعد وفاة رسول اللّه (ص ), فمنهم من بقي على اسلامه , ومنهم من ارتد وشغل بعضهم بعضا, فقال في ذلك عفيف بن المنذر التميمي : الم ياتيك ((308)) والانباء تسري . بما لاقت سراة بني تميم . تداعى من سـراتهم رجال . وكانوا في الذوائب والصميم . والجوهم وكان لهم جـناب . الى احياء خالية وخيم ((309)) . وروى الـطبري ـ ايضا ـ في ((خبر ردة اهل البحرين )) عن الصعب بن عطية بن بلال قال : ان ابا بـكر بعث العلاء بن الحضرمي من ديار تميم الى قتال اهل البحرين , فسلك بالجيش الدهناء ـ والدهناء اراض رمـلـية من ديار تميم , وفيها سبعة اجبل من الرمل ـ حتى اذا كانوا في بحبوحتها نزل , وامر الناس بالنزول في الليل , فنفرت جميع ابلهم باحمالها, وما بقي عندهم بعير ولا زاد, ولا ماء, فلحقهم مـن الـغـم مالا يعلمه الا اللّه ,ووصى بعضهم بعضا, فجمعهم العلاء وقال لهم : ما هذا الذي غلبكم من الـغم ؟ فقالوا ((كيف نلام ونحن ان بلغنا غدا لم تحم شمسه حتى نصير حديثا)) فقال : ايها الناس لا تراعوا, الستم مسلمين , الستم في سبيل اللّه بـلى طلع الفجر, قال الراوي :فصلى بنا, ومنا المتيمم , ومنا من لم يزل على طهوره , فلما قضى صلاته جثا لركبتيه وجثا الناس , ودعا ودعوا معه , فلمع لهم سراب الشمس , فالتفت الى الصف فقال : رائد ينظر مـا هـذا؟ ففعل ثم رجع , فقال : سراب فقال الرائد: مـاء فـاناخت الينا, فقام كل رجل منا الى راحلته فاخذها, فما فقدنا شيئا, فارويناها واسقيناهاوتروينا ثم تروحنا, قال الراوي : فكان ابو هريرة رفيقي , فلماغبنا عن المكان .