7 ـ زياد بن خنظلة ـ التميمي - خمسون و مائة صحابی مختلق جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خمسون و مائة صحابی مختلق - جلد 1

سید مرتضی العسکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


قـال لي : كيف علمك بموضع الماء؟ فقلت : انا من اهدى العرب بهذه البلاد, قال : فكن معي حتى تقيمني عليه , فاتيت به الى ذلك المكان .

بعينه , فاذا هو لاغدير به ولا اثر للماء, فقلت له : واللّه لولا اني لاارى الغدير لاخبرتك ان هذا هو المكان ؟ وما رايت بهذا المكان .

مـاء قبل اليوم ؟ واذا اداوة مملؤة , فقال ابو هريرة : هذا واللّه المكان شفيره , فقلت : ان كانت آية عرفتها. قال الراوي : فحمد اللّه ثم سرنا. ثـم ذكـر بـعد ذلك : ان العلاء سار بهم حتى نزلوا بهجر, وخندق المسلمون والمشركون , ورئيس الـمـشـركـيـن الـحـطـم ((310))
,وكـانوا يتراوحون , حتى اذا كان ذات ليلة علم المسلمون ان الـمـشركين شربوا وسكروا, فهجموا عليهم ووضعوا فيهم السيوف ,وضرب العفيف بن المنذر احـد بني عمرو بن تميم رجل الحطم ,فقطعها, وتركه كذلك ليموت عذابا, وكان مع عفيف عدة من ولـدابـيـه , فـاصـيبوا ليلتئذ, وذكر ان قيس بن عاصم من المسلمين طعن ابجر في عرقوبه فقطع العصب , وسلم النساء فقال العفيف بن المنذر: فان يرقا العرقوب لا يرقا النسا. وما كل من يهوي بذلك عالم ((311)) .

الم تر انا قد فللنا حماتهم .

باسرة عمرو والرباب الاكارم ((312)) .

واسـر عفيف بن المنذر الغرور بن سويد اخا النعمان بن المنذر,فكلمته الرباب فيه , وكان ابوه ابن اختهم , وسالوه ان يجيره فاجاره ,. وقتل العفيف ايضا المنذر بن سويد اخا الغرور لامه , واصبح العلاء فقسم الانفال , ونفل من اهل البلاء ثيابا, فكان عفيف بن المنذر فيمن نفل .

وقـال : واجتمع الكفار (بدارين ), وكان بينها وبينهم بحر عرضه مسيرة يوم وليلة لسفن البحر في بعض الحالات الـحرب في هذا البحر, وقد اراكم من آياته في البر لتعتبروابها في البحر, فانهضوا الى عدوكم , ثم استعرضوا البحر اليهم ,فان اللّه قد جمعهم فقالوا: نفعل ولا نهاب واللّه بعد الدهناء هولا مابقينا. فـارتـحـل وارتـحلوا, حتى اذا اتى ساحل البحر اقتحموا على الصاهل والجامل والشاحج والناهق والراكب والراجل , ودعاودعوا, وكان .

دعاؤه ودعاؤهم يا ارحم الراحمين , يا كريم يا حليم , يا احد ياصمد, يا حي يا محيي الموتى , يا حي يا قيوم , لا اله الا انت ياربنا فاجازوا ذلك الخليج باذن اللّه جميعا يمشون على مثل رملة ميثاء,فوقها ماء يغمر اخفاف الابل , وان ما بين الساحل ودارين مسيرة يوم وليلة لسفن البحر ((313))
في بعض الحالات , فالتقوا بهاواقتتلوا قتالا شيديدا, فما تركوا بها مخبرا, وسبوا الذراري ,واستاقوا الاموال , فلما فرغوا رجعوا عودهم على بدئهم , حتى عبروا, وقال في ذلك عفيف بن المنذر: الم تر ان اللّه ذلل بحره .

وانزل بالكفار احدى الجلائل .

دعونا الذي شق البحار فجاءنا. باعجب من فلق البحار الاوائل ((314)) .

وكان مع المسلمين راهب من اهل هجر, فاسلم فقيل ((ما حملك على الاسلام ؟)) قال : ثلاثة اشياء, خشيت ان يمسخني اللّه بعدها((فيض في الرمال , وتمهيد اثباج البحر, ودعاء سمعته في عسكرهم في الهواء سحرا)). قالوا وما هو؟ قال : ((اللّه م انت الرحمن الرحيم لا الـه غيرك والبديع ليس قبلك شي ء, والدائم غير الغافل , والحي الذي لا يموت , وخالق ما يرى ومالا يرى , وكل يوم انت في شان وعلمت اللّه م كل شي ء بغيرتعلم ). فعلمت ان القوم لم يعانوا بالملائكة الا وهم على امر اللّه .

وكـان اصحاب النبي (ص ) يسمعون هذا منه بعد ذلك , وكتب العلاء الى ابي بكر ((اما بعد, فان اللّه تـبارك وتعالى فجر لناالدهناء فيضا لا ترى غواربه , وارانا آية وعبرة بعد غم وكرب لنحمد اللّه ونمجده , فادع اللّه واستنصره لجنوده واعوان دينه )). فـحـمد ابو بكر اللّه , ودعاه وقال : مازالت العرب فيما تحدث عن بلدانها تقول ((ان لقمان حين سئل عـن الـدهـناء: ايحتفرونها اويدعونها؟ نهاهم وقال : لاتبلغه الارشية ولم تقر العيون , وان شان هذا الفيض من عظيم الايات , وما سمعنا به في امة قبلها, اللّه م اخلف محمدا (ص ) فينا)). هـذه خـلاصة ما رواه الطبري عن سيف من قصص التميمي عفيف , ومن الطبري اخذ ابو الفرج في الاغـانـي 14/ 45 ـ 47,وابـن الاثـيـر وابـن كـثـيـر وابـن خـلـدون في ذكرهم خبر ردة الحطم والبحرين .

واخـذ ابـن حـجر من فتوح سيف ما ذكره بترجمة عفيف من الاصابة كما صرح بذلك هناك , وعلى رواية سيف هذه , استندالحموي في لغة ((دارين )) من معجم البلدان حيث قال : (وفي كتاب سيف : ان المسلمين اقتحموا الى دارين البحر ـ الى قوله ـفقال في ذلك عفيف بن المنذر: ((الم تر ان اللّه ذلل بحره ))البيتان )). ومن الحموي اخذ عبدالمومن في ترجمة دارين من ((مراصدالاطلاع )) اما الحميري فقد قال في تـرجـمـة ((دارين )) من ((الروض )): ((ويقول احدهم : الم تر ان اللّه ذلل بحره )) البيتان ,ولم يذكر سند الرواية ولا من انشد البيتين .

هذا اصل رواية سيف في عفيف بن المنذر وفروعها, وهي تنقسم الى ثلاثة اقسام : اولا ـ ارتداد قسم من تميم , وبقاء آخرين على اسلامهم ,وتشاغل تميم بعضها ببعض ثم شعر عفيف في ذلك .

ثـانيا ـ ردة الحطم بهجر, وقطع عفيف رجل الحطم هذا, وهوسيد قيس , واسره الغرور بن سويد اخـا الـنـعـمان بن المنذر الملك وقتله اخاه لامه ولبطولاته في الحرب نفله العلاء فيمن نفل من اهل البلاء الحسن .

ثـالـثا ـ فيض الدهناء ((الاراضي الرملية )) للجيش ماء لا ترى غواربه , وانقلاب اثباج البحر لهم رملا, وانشاد عفيف في ذلك ايضا. * * *. هـذه خلاصة اخبار سيف في عفيف بن المنذر, واذا رجعنا الى غيره من المصادر, وجدنا البلاذري يذكر ردة تميم في صفحتين من فتوحه ((315))
وخلاصة ما يرويه ان خالد بن الوليد لماانتهى من حـرب طليحة , جاء الى اراضي تميم وسكن البعوضة منها, وبث سراياه , فجاءوا بمالك بن نويرة من الـبـطـاح , فـقـتـلـه وخبره مشهور في ذلك ((316))
, وليس في هذا الخبر ذكر لهذه البطولات وابطالها, واراجيزهم .

وامـا ردة الـحـطم بهجر وابن المنذر في البحرين ودارين , فقد ذكراخبارها البلاذري في فتوح الـبـلـدان ايـضا, وقال : لما مات ـ عامل رسول اللّه (ص ) ـ المنذر ابن ساوي العبدي بعد وفاة النبي (ص )ارتـد من بالبحرين من قيس مع الحطم , وارتد من بالبحرين من ربيعة , واموا عليهم ابنا للنعمان بـن الـمـنـذر, يـقـال لـه الـمنذر, فسارالحطم حتى لحق بربيعة , فسار العلاء اليهم وقاتلهم قتالا شـديـدا,فـالتجاوا الى حصن جواثا ((317))
, فبينهم العلاء ذات ليلة فقاتلهم حتى فتح جواثا وقال وكان المنذر بن النعمان هذا يسمى الغرورووقعت هذه الواقعة في سنة 12 من الهجرة وفي خلافة ابي بكر. وقال : ان قسما من تميم كان قد انضم اليهم في (زارة ) ((318))
جمع من المجوس من الذين امتنعوا من اداء الجزية , فحاصرهاالعلاء. وبقي عليها حتى فتحها في اول خلافة عمر حيث صالحوه على ثلث ما في المدينة ولم يكونوا ذكروا ((داريـن )) فـي الـصـلـح , فـدلـه كـراز الـنكري على مخاضة اليها, فتقحمها العلاء في جماعة مـن الـمـسلمين , وفاجاهم بالتكبير, فخرجوا وقاتلهم من ثلاثة اوجه حتى ظفر بهم , وكان ذلك في خلافة عمر ((319)) .

وروى الكلاعي في ردة اهل البحرين وقال : ان اهـل هـجـر ((320)) ارتدوا وقام الجارود ((321))
بين قومه عبد القيس في الخط ـ سيف الـبـحـريـن ـ خـطـيـبـا وثـبـتـهـم عـلى الاسلام فلم يرتد منهم احد, واجتمعت بكر ابن وائل ((322))
وارادت ان تـمـلـك الـمنذر بن النعمان بن المنذر وكان يسمى الغرورفبلغ ذلك كسرى فـارسـل الـيـهم وجمع وجوههم وعنده يومئذ مخارق بن النعمان وهو المنذر بن النعمان بن المنذر ومـلـكـه عليهم وسيرهم الى البحرين ليتملكوها وسرح معه ابجر بن جابر العجلي ومعه الاساورة ((323))
فنزلوا المشقر ـ حصن عظيم بالبحرين ـ. وارسـل ابـو بكر العلاء في ستة عشر راكبا وقال له : امض , فان امامك عبد القيس فسار حتى نزل جواثا ـ حصن لعبد القيس ـ. وامده ثمامة بن اثال الحنفي ((324))
برجال من قومه بني سحيم ,فسار العلاء الى مخارق ـ النعمان بـن المنذر ـ وقاتله قتالاشديدا حتى كثرت القتلى , وكان الجارود يبعث من الخط ـ سيف البحرين ـ الـبعوث لنصرة العلاء فبعث مخارق الحطم بن شريح احد بني قيس بن ثعلبة ((325))
الى مرزبان الـخـط يـسـتمده فامده بالاساورة وشد الجارود في الحديد وسار الحطم وابجر ابن جابرالعجلي ((326))
فـي مـن مـعـهـمـا حتى حصروا العلاء بجواثا فقال عبداللّه بن حذف احد بني عامر بن صعصعة ((327)) .

الا ابلغ ابا بكر رسـولا ((328)) .

وسكان المدينة اجمعينا. فهل لكم الى نفر يسير. مقيم في جواثا محصرينا. كان دماءهم في كل فج .

شعاع الشمس يغشين العيونا. توكلنا على الرحمن انا. وجدنا النصـر للمتوكلينا. فـمكثوا على ذلك محصورين , فسمعوا ذات ليلة لغطا في عسكرالمشركين فدلوا عبداللّه بن حذف بـحـبـل لـيتجسس اخبارهم , فذهب حتى دخل على ابجر العجلي وام عبداللّه امراة من بني عجل , فـلـمـارآه قـال : ما جاءبك لا انعم اللّه بك عينا؟ قال : يا خالي الضروالجوع وشدة الحصار واردت الـلـحـاق بـاهـلـي فـزودني , قال ابجر:افعل على اني اظنك واللّه على غير ذلك فزوده واعطاه نعلين واخرجه من العسكر وخرج معه حتى برزا, فقال له : انطلق فاني واللّه لاراك بئس ابن الاخت انـت هـذه الـلـيـلـة , فمضى ابن حذف كانه لايريد الحصن حتى ابعد ثم عطف , فاخذ بالحبل فصعد الـحصن فاخبرهم انه تركهم سكارى لايعقلون وقد نزل بهم تجار من تجارالخمر فاشتروا منهم ثم وقـعـوا فيها, فنزل اليهم المسلمون ووضعوافيهم السلاح حيث شاءوا ووثب الحطم وهو سكران , فوضع رجله في ركاب فرسه , ثم جعل يقول من يحملني , فسمعه عبداللّه بن حذف فاقبل نحوه وقال : انـا احـمـلـك فـضربه حتى قتله , وقطعت رجل ابجر فمات منها واصبح ما افاء اللّه على المسلمين مـن خـيـولـهم وما سوى ذلك عند العلاء في حصن جواثا, ثم سار العلاءفقاتلهم حتى لجاوا الى باب الـمـديـنـة , فـضـيـق عـلـيـهـم , فطلب مخارق ومن معه الصلح والامان , فصالحهم على ثلث ما في ايـديـهـم بالمدينة من اموالهم , وما كان شي ء منها خارجا فهو له , فبعث العلاء بمال كثير الى المدينة , وهـرب مـخـارق الـمـنـذر الى الشام , ثم القى اللّه في قبله الاسلام فاسلم , فكان بعد اسلامه يقول لست بالغرور ولكني المغرور ثم سار العلاء الى الخط حتى نزل الساحل , فجاء نصراني فقال له : مالي ان دللتك على مخاضة تخوض منها الخيل الى دارين ؟ قال : وما تسالني ؟ قال : اهل بيت بدارين , قال : هم لك فخاض به وبالخيل اليهم فظهر عليهم عنوة وسبى اهلها ثم رجع الى عسكره .

ولما راى ذلك اهل البحرين سالوه الصلح على ما صالح عليه اهل هجر ((329)) .

كـانـت تلكم خلاصة مما ذكره البلاذري , ولم يكن فيه ذكر لعفيف بن المنذر وبطولاته واراجيزه وبطولات غيره من تميم , كما ان سيفا. خـالـف غـيره في تسمية الغرور ونسبه , فهو المنذر بن النعمان عندغيره , وعنده ابن سويد اخي الـمـنـذر, وتفرد في ما ذكر من قطع العفيف رجل الحطم , واسره الغرور وقتله اخاه , بل لم يذكر غيرسيف اخا للغرور, وذكر فتح دارين في خلافة ابي بكر خلافاللواقع فقد وقع في عصر عمر. امـا ما ذكر من كرامات العلاء, فقد وجدنا اصله عند ابي هريرة هكذا: ((قدم العلاء يريد البحرين , فدعا اللّه بالدهناء, فنبع لهم ماءفارتووا, ونسي رجل بعض متاعه , فرد فلقيه ولم يجد الماء)). وقال : ((رايت العلاء قطع البحرعلى فرسه يوم دارين ـ وفي رواية ـ قطع البحر, فما ابتل لهم خف ولا حافر)) الحديث .

هـذه روايـة ابي هريرة , بينما ينص البلاذري على ان كرازالنكري دلهم على مخاضة كانت هناك , فتقحموها الى دارين , ولم يرد ذكر. عفيف عند ابي هريرة ولا غيره .

نتيجة المقارنة : نـرى ان سيفا لايهمه نسبة الارتداد الى قومه تميم بقدر ما يهمه اثبات البطولات لهم في الحروب , ولـما كانت ردة تميم مشهورة في عصره , فقد عالجها بما وضع من ان الذين قابلوا المرتدين من تميم , هم مسلمة تميم انفسهم ساجل بعضهم بعضا وبهذا حافظعلى مفاخر. تميم الحربية ولم ينكر ارتدادهم .

وفـي ردة الـحـطـم وقـبـيـلة قيس بهجر, اختلق تميميا من عشيرته بني عمرو, ذهب بفخر تلك الـمـعركة , فهو الذي قطع رجل الحطم سيدقيس , واسر من ربيعة ملكها وابن ملكها المنذر الملقب بالغروروقتل اخاه , ولبلائه الحسن في تلك المعركة نفل له فيمن نفل من اهل البلاء, ولم يبخل على ربـاب الـعـدنـانـيين حلفاء تميم وجيرانهم ,بل اشركهم في فخر تلك المعركة حين نظم على لسان بطل الاسطورة قوله : الم تر انا قد فللنا حماتهم .

باسرة عمرو والرباب والاكـارم .

على انه جعلهم يلتمسون من عفيف التميمي فك اسر ابن اختهم الغرور. ونرى ان اسطورة عبور جيش العلاء البحر, ونبع الماء لهم في الفلاة , كانت مشهورة في عصر سيف عـن ابـي هـريـرة , فـاكمل الاسطورة بما اضفى عليها من عناصر القصة , ولما كان في ذلك مكرمة لحضرمي يماني ـ العلاء بن الحضرمي ـ فقد افسدهابما روى بعد ذلك قصة منافسة العلاء لسعد بن ابي وقاص في الفتوح , وانه كان يعمل ما يعمل رئاء, وان المكرمة انما كانت بفضل طاعته .

لـلـخـلـيفة ابي بكر, وانه لما عصى الخليفة عمر وعبر الى فارس خذل وحصر جيشه , ولم تمش دوابـهـم يـوم ذلك على مثل رملة ميثاء, والماء يغمر اخفاف الابل كما وقع في يوم دارين , وروى ان الخليفة عمر ادركهم وانجد الجيش وعزل العلاء كما مرتفصيله في اسطورة عاصم .

مناقشة السند: هـذا مـا رايـنـا في هذه القصة , واذا راجعنا سندها وجدنا سيفايرويها في حديثين يسندهما الى من سـمـاه بالصعب بن عطية بن بلال , وللتحقيق عن هذا الراوي وعن ابيه عطية بن بلال , نراجع كتب تـراجـم الـرواة فلانجد لهما ذكرا فيما, لهذا حق لنا ان نقول اختلق سيف هذه القصة واسندها الى راويين مختلقين حصيلة الحديث : ا ـ مفاخر حربية في الردة تضاف الى مفاخر قبيلة تميم .

ب ـ آيـة فـيـض الـرمـال لاتـرى غواربه , وانقلاب ماء البحر ـمسيرة يوم وليلة ـ رملا, وتلكم الملائكة , الى غيرها مما يضاف الى كرامات الصحابة والتابعين .

ج ـ ادعية وخطب وكتب واراجيز تضاف الى تراثنا الادبي الخالد. د ـ شاعر بطل قتل سيد قيس واسر ملك ربيعة , اضيف الى مفاخر بني عمرو من تميم .

هـ ـ راويان للحديث في نسق واحد, يضافان الى رواة الاخباروكل هذه الاضافات من بركة احاديث سيف وحده واخـذ مـن سـيـف الطبري والحموي والحميري وابن حجروالكلاعي واخذ من الحموي صاحب مراصد الاطلاع .

واخذ من الطبري , صاحب الاغاني وابن الاثير وابن كثير وابن خلدون .

7 ـ زياد بن خنظلة ـ التميمي


في عصر الرسول ـ في عصر ابي بكر ـ شعره في فتوح الشام ـ امرته في عصر عمر ـ مع علي بن ابي طالب ـ روايته للحديث ـ من رجال الشيعة ـ مناقشة سند الحديث .

زياد بن حنظلة التميمي ثم العمري


قـال صاحب الاستيعاب , ((له صحبة ولا اعلم له رواية , وهوالذي بعثه رسول اللّه (ص ) الى قيس بـن عاصم , والزبرقان بن بدر, ليتعاونوا على مسيلمة الكذاب , وطليحة والاسود, وقد عمل لرسول اللّه (ص ) وكان منقطعا الى علي (رض ) وشهد مشاهده كلها) انتهى .

نـقـل هـذه الترجمة بالفاظها صاحب اسد الغابة , ثم قال : اخرجه ابوعمر ـ اي صاحب الاستيعاب ـ ونـقلها صاحب التجريد عن اسدالغابة بايجاز, وقال صاحب الاصابة ((زياد بن حنظلة التميمي حليف بني عدي ـ قال ابو عمر)) الحديث ثم قال ((وذكر سيف في الفتوح )) ونقل بقية الترجمة من فتوح سيف مباشرة .

وقال ابن عساكر في ترجمته من تاريخ دمشق : ((حليف بني عبدبن قصي , له صحبة من رسول اللّه (ص ), وشـهـد الـيـرمـوك , وكـان اميرا على كردوس , وروى عنه ابنه حنظلة بن زياد والعاص بن تمام )). خبره : ثـم ذكـر ترجمة زياد من روايات سيف مع ذكر اسانيدها وهي مصدر ما ذكرها آنفا وجميع اخبار زياد واشعاره ينتهي الى سيف كما ترى فيما ياتي : زياد في عصر الرسول :

روى الـطـبـري عـن سـيـف فـي حـوادث سنة 11ه وقال ((حارب رسول اللّه (ص ) المرتدين بالرسل )), ثم ذكر من بعث رسول اللّه (ص ) من الرسل الى قوله : ((وبعث زياد بن حنظلة التميمي ثـم الـعـمـري الى قيس بن عاصم , والزبرقان بن بدر)) وذكر ان الرسول امرهم ان يتعاونوا على مسيلمة الكذاب وطليحة والاسود. الـى هـذا الـحديث استند صاحب الاستيعاب ومن تبعه فيما ذكروامن عمل زياد لرسول اللّه (ص ) ورجـعـنـا الـى كـتـب الـسـيرة كسيرة ابن هشام , والامتاع للمقريزي , وعيون الاثر لابن سيده , وجوامع السيرة لابن حزم , والمجلد الاول من انساب الاشراف ـالمخصص لذكر سيرة رسول اللّه ـ والمجلد 1 و 2 من طبقات ابن سعد ـ وقد خصصهما لذكر سيرة رسول اللّه (ص ) ـ ويذكرفيهما اسـماء حمار رسول اللّه , وفرسه وناقته والابار التي شرب منها, وسواكه ونعله وخفه , ولا ذكر فيهما ولا في غيرهما ممن لم ياخذ عن سيف لهذا الصحابي رسول رسول اللّه والعامل له

في عصر ابي بكر


روى الـطـبـري عـن سـيـف ((ان قيسا وذبيان كانت من القبائل التي ارتدت وتجمعت في ((ابرق الـربـذة )) وامـدهـم طـليحة باخيه حبال ,فعين ابو بكر على انقاب المدينة نفرا منهم علي بن ابي طالب ,وارسل لحربهم , فنفروا بهم حتى ادخلوهم المدينة , فخرج اليهم ابوبكر ليلا في تعبئة , فما طـلع الفجر الا هو والعدو في صعيد واحد,فحمل عليهم المسلمون فما طلعت الشمس حتى ولوهم الادبار, ثم تبعهم وهزم اللّه المشركين , وفي ذلك يقول زياد بن حنظلة التميمي : غداة سعى ابو بكر اليهم .

كما يسعى لموتته جلال ((330)) .

اراح على نواهقها عليا. ومج لهن مهجته حبال .

وقال ايضا: اقمنا لهم عرض الشمال فكبكبوا. ككبكبة الغزى اناخوا على الوفر. فما صبروا للحرب عند قيامها. صبيحة يسمو بالرجال ابو بكر. طرقنا بني عبس بادنى نباحها. وذبيان نهنهنا بقاصمة الظهر ((331)) .

وقال في يوم الابرق زياد بن حنظلة : ويوم بالابارق قد شهدنا على ذبيان يلتهب التهابا. اتيناهم بداهية نسوف مع الصديق اذ ترك العتابا ((332)) .

اعتمد الحموي على هذا في معجم البلدان حيث قال : ((ابـرق الـربذة بالتحريك والذال المعجمة : موضع كانت به وقعة بين اهل الردة وابي بكر الصديق (رض ), ذكـر فـي كـتـاب الـفـتـوح :كـان مـن منازل بني ذبيان فغلبهم عليه ابو بكر (رض ) لما ارتـدوا,وجعلها حمى لخيول المسلمين , وهذا الموضع عنى زياد بن حنظلة بقوله : ويوم بالابارق )) البيتان .

ولـخصه في المشترك صقعا وقال : ((وابرق الربذة في حديث ,واياه عنى زياد بن حنظلة قال : ويوم بالابارق قد شهدنا)). هكذا جاء ذكر زياد في اخبار الردة في رواية الطبري عن سيف ومن الطبري اخذ ابن كثير. وامـا غير سيف فقد قال البلاذري : خرج ابو بكر الى القصة من ارض محارب لتوجيه الزحوف الى اهـل الردة , ومعه المسلمون ,فسار اليه خارجة بن حصن ومنظور بن سيان الفزاريان فقاتلوهم قتالا شـديـدا, فـانـهزم المشركون واتبعهم طلحة بن عبداللّه , فلحقهم وقتل منهم رجلا, وفاته الباقون هربا, ثم عقد ابو بكر لخالد بن الوليد على الناس وجعل على الانصار ثابت بن قيس بن شمـاس ,وبعثه الى طليحة الاسدي وكان قد ادعى النبوة ومعه بنو فزارة الحديث .

وقـريـب منه ما ذكره الذهبي في التاريخ , وليس فيهما ذكر لزياد,وراجعنا حروب القبائل المرتدة ولم نجد فيها ذكرا لحرب قيس وذبيان هذه , ولا ((ابرق الربذة )) من غير طريق سيف .

نتيجة البحث : جاء في الاستيعاب ذكر زياد في عداد اصحاب رسول اللّه ,وعماله وخبر بعثته الى المرتدين , ومنه اخذ صاحب اسد الغابة والتجريد, وعدم ذكرهم لمصدر الخبر يوهم انه يكون من غيرطريق سيف , وورد خـبـر ((ابـرق الربذة )) في معجم البلدان منسوباالى كتاب الفتوح , وكتاب الفتوح وان كان مـشـهـورا في عصرالحموي ان صاحبه سيف , ولكنه غير معروف في العصورالمتاخرة , ومن هذه الـتـرجـمة ينتشر خبر ابرق الربذة الى البلدانيات الاخرى , وهذا ايضا يوهم الباحثين ان ((ابرق الربذة )) كان لهاوجود تاريخي محقق , بينما مصدر الخبرين انما هو اساطير سيف لا غيرها حصيلة الحديث : ا ـ عمل زياد التميمي لرسول اللّه مما ثبت به صحبته لرسول اللّه (ص ). ب ـ مكان اسمه ((ابرق الربذة )) ترجم في البلدانيات .

ج ـ اراجيز اضيف االى ثروتنا الادبية .

د ـ معارك حربية دونت في التاريخ الاسلامي .

في الشام : روى عـن سـيـف كـل مـن الطبري في ذكر حوادث سنة 13ه ضمن خبر اليرموك , وابن عساكر بترجمة زياد: ان خالد بن الوليد عينه على كردوس في اليرموك .

وروى ايـضـا الـطبري في حوادث سنة 15ه ضمن خبر ارتحال هرقل وابن عساكر وابن حجر بترجمة زياد: عن سيف انه قال :((لما خرج هرقل من الرهاء واستتبع اهلها, ابوا وتفرقوا عنه وكان اول مـن انـبـح كـلابها وانفر دجاجها زياد بن حنظلة , وكان من الصحابة , وكان حليفا لبني عبد بن قصي )) واضاف ابن عساكر وقال عن سيف قال : ((وقال زياد بن حنظلة )): (و) سائل هرقلا حيث شئت وقل له .

/ 26