القرآن مصدق لما بين يديه من الكتاب ومهيمن عليهعمانوئيل: إن القرآن أيضا يصرح بأنه مصدق لما بين يديه من الكتاب ومهيمن عليه كما في الآية الثانية والخمسين من سورة المائدة.الشيخ: لا يخفى أن الشئ الذي يكون له مكان يتحيز هو فيه كزيد والبيت فإنه يصح أن يقال: (بين يديه) بمعنى إمامه وقدامه من المكان. فيراد من الذي بين يديه هو ما كان مقارنا له في الزمان وقدامه وأمامه في المكان.. وأما مثل القرآن الذي هو كلام الله المنزل على رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلا يكون له قدام وأمام وخلف بحسب المكان. فلا يكون معنى قوله تعالى (بين يديه) إلا بمعنى التقدم في الزمان. فالكتاب الذي بين يدي القرآن هو ما تقدم على زمان نزوله على الرسول (صلى الله عليه وسلم). والقرآن يصدق الكتاب الذي أنزل على موسى (عليه السلام) والذي أنزل على المسيح (عليه السلام). وأين هذا من تصديقه لخصوص النسخ المجتمعة معه في زمان نزوله التي تسمى باسم التوراة والانجيل.. بل إن القرآن قال: (مصدقا لما معهم، ولما معكم) على الاجمال ولم يقل ما معهم من نسخ الكتاب ولما نص على تصديق الكتاب خص التصديق بالكتاب الذي بين يديه أي قبله في الوجود. وهذا كله حياد عن تصديق النسخ الموجودة في زمانه مع غض النظر عن الصراحة المزعجة بتكذيبها.