إمتناع الحلول والاتحادالدكتور: هذا الإله الواجب الوجود الذي يمتنع أن يتغير كيانه هل يتحد مع شئ فيكون هو وذلك الشئ واحدا. الشيخ: ما هو معنى الاتحاد هل يتغير كيان واجب الوجود إلى كيان ذلك الشئ، أو يتغير كيان ذلك الشئ إلى كيان واجب الوجود، أو يتغير كيان الواجب وكيان ذلك الشئ بالاتحاد فيحدث كيان آخر؟ إذا كان يمتنع أن يتغير كيان واجب الوجود أو يكون الشئ الحادث بالتغير واجب الوجود فكيف يمكن أن يقال بأحد الوجوه الثلاثة. إذا هان التنقض على الأهواء فإنه لا يهون على النفس الشريفة والعقول المستقيمة. الدكتور: هذا الإله الواجب الذي يمتنع افتقاره إلى غيره ويمتنع أن يتغير كيانه هل يحل في الأجسام الحادثة مطلقا كما يقوله بعض الوثنيين أو يحل في بعض البشر كما يقول بعض النصارى بحلوله في يسوع (عيسى) المسيح. أو كما يقول بعض المتصوفة بحلوله في أبدان العارفين منهم.الشيخ: ما هو معنى الحلول الذي يقول به هؤلاء؟ هذا الحلول الذي يخصونه ببعض الأجسام دون بعض هل يمكن أن يكون مع تقدس واجب الوجود عن كل ما يضاد وجوب وجوده. هل يحل الإله حلول البياض بالجسم والعرض بالجوهر. ألا تدري أن البياض الذي هو عرض لا يتقدم بنفسه ولا يمكن أن يكون له تحقق ووجود بدون الجسم بل هو مفتقر في تحققه ووجوده إلى الجسم. أم هل يحل حلول الصورة بالمادة. ألا تدري أن الصورة مفتقرة في وجودها إلى المادة. هل يكون واجب الوجود مفتقرا في وجوده إلى غيره. إذن فأين وجوب وجود! ماذا كان واجب الوجود قبل هذا الحلول الموهوم.، هل كان متقوما بنفسه غير محتاج إلى غيره ثم تغير كيانه إلى الحال الذي يفتقر إلى غيره. إذن فأين يكون وجوب وجوده. الذي يتغير كيانه كيف يكون واجب الوجود أم تقول: إنه لم يكن متقوما بنفسه بل كان منذ القديم محتاجا إلى التقوم بغيره. إذن فأين يكون وجوب الوجود؟ أم تقول: إن حلوله في البشر الخاص يكون من نحو تعلق النفس ببدن ذلك البشر. فنقول إذن فتكون أعماله وعلومه عند الحلول متوقفة على آلية البدن كما هو الشأن في نفس الانسان المتعلقة ببدنه. هذا التوقف في أعماله وعلومه هل كان من اقتضاء كيانه منذ القديم؟ إذن فلا يكون هو العلة الأولى في الخلق ولا يصح الوقوف عليه بالتعليل. وبماذا نعلل وجود البدن وآليته، هل البدن هو واجب الوجود؟