الرسالة العامة في القرآن الكريمها هو القرآن الكريم قد تعرض لما ذكرناه بالبيان الذي يوضح الحقيقة وتقوم به الحجة فقال في الآية الخمسين من سورة المائدة (ومن أحسن من الله حكما) هل يقول أحد: إن البشر ذا العلم المحدود والجهل الطبيعي والحواجب البشرية هو أحسن وصولا للحقائق وتعديل المناسبات في جميع الأمور وأحسن حكما وتشريعا من الله إله الكمال والعلم المحيط. وقال جل اسمه في الآية الخامسة عشرة بعد المائة من سورة التوبة (وما كان الله ليضل قوما) يتركهم يخبطون في ضلالهم ويقطع عنهم رحمة التوفيق لأجل خروجهم عن أهليته بتمردهم (بعد إذ هداهم) بدلالة العقل وبداهة الفطرة إلى أصول المعارف.فلا يقطع رحمة التوفيق (حتى يبين لهم ما يتقون) ويتمردون عليه.يبين ما يجتنبونه من الأفعال والتروك حياطة لمصلحتهم في نظام اجتماعهم وأخلاقهم وعرفانهم وعبادتهم وسعادة مستقبلهم ويوضح البيان في كل ما يحتاجون إليه في جميع ذلك (إن الله بكل شئ عليم) لا تخفى عليه خافية من جميع ذلك وجميع الأمور قد أحاط بكل شئ علما فالقرآن يبين أن الله يجل ويتقدس عن أن يهمل عباده ويتركهم بلا بيان لما فيه صلاحهم. وفوق ذلك إنه يجل ويتقدس عن أن يقطع رحمته بتوفيقه وتأييده عمن لم يتمرد ولم يخرج عن أهلية الاحسان وما كان الله ليتركه يخبط في الضلال بلا توفيق. وقال جل شأنه في الآيات الحادية والثانية والثالثة والستين بعد المائة من سورة النساء (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده) ممن لم يقطع الطوفان تاريخهم البشري العمومي فلا يكون ذكر أسمائهم ونبواتهم مستغربا يشوش استغرابه مواقع الكلام فيخرج عن مواقع الحكمة.