كرامة القرآن في حججه - رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی - نسخه متنی

محمدجواد بلاغی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

كرامة القرآن في حججه

كرامة القرآن في حججه

يا أصحابنا وإن القرآن الكريم قد احتج على هذا الأمر بنحو العموم ووبخ العقول على غفلتها وغلبة الأوهام على وجدانياتها حيث أنها تقضي في الأمور الجزئية الطفيفة المستحقرة في جنب نظام العالم وتحكم بوجدانها بأن هذه الأمور الجزئية الحقيرة لا بد من أن يكون وجودها بإيجاد عالم بغاياتها أوجدها لأجل الغايات. ومع ذلك يخادعها الوهم في خلقة العالم الكبير وما فيه من الحكم والغايات فقال في الآية الرابعة عشر من سورة الملك المكية: (ألا يعلم من خلق) خالق هذا العالم بالنظام العجيب وموجده على الحكمة الباهرة هل يمكن أن يكون لا يشعر ولا يعلم بغاية خلقه ولم يوجده لأجل غاياته كلا. ولم يكتف في حجته بهذا الاجمال وإن كان كافيا لذوي العقول الحرة.

بل استلفت شعور الانسان إلى وجود لا يغيب عنه ولا يخفى عليه مهما خفيت الأشياء. ذاك هو خلق الانسان ونشؤه وتناسل نوعه وآلات نفعه وخصائص صورته فقال في الآية الخامسة والسادسة والسابعة من سورة الطارق المكية (فلينظر الانسان مم خلق * خلق من ماء دافق * يخرج من بين الصلب والترائب) وقال في الآية السابعة والستين من سورة مريم المكية (أولا يذكر الانسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا) متجليا بهذا الهيكل الانساني الجميل الراقي في حسن الخلقة العجيبة والشعور. وقال في الآية السابعة والثلاثين من سورة القيامة المكية: (ألم يك نطفة من مني يمنى) ويستهان به بالاستمناء باليد وجماع اليائس والزانية وفي اللواط (ثم كان علقة فخلق فسوى)(1) بعد أن كان علقة لا صورة لها إلا صورة الدم فخلق بأحسن حلقة وأتم صورة وأحسن نظام يحفظ شخصه ونظام يحفظ نوعه بأن خلق فيه جهاز التناسل وبقاء النوع بناموس الاجتماع والحنان والألفة التي تقوم بالتناسل والتوالد (فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى)(2) وجعل لكل منها جهازا خاصا يؤدي وظيفته في التناسل وبقاء النوع وجعل فيهما ميلا يضطرهما إلى الاجتماع والاقتراب لكي يسلم جهاز التناسل من الذكر وديعته إلى جهاز التناسل من الأنثى. ثم أحتج بالآلات الموجودة فيه التي يعرف عموم البشر عظيم نفعها في الحياة والمجتمع الانساني فقال في الآية الثامنة والتاسعة من سورة البلد المكية (ألم نجعل له عينين * ولسانا وشفتين) فإنه مهما جهل الانسان بمنافع أعضائه وأجزائه فإنه لا يجهل الأعجوبة من منافع العينين في الرؤية ومنافع اللسان والشفتين في الكلام. وإن اختلف الناس في مبلغ إدراكهم لعجائب هذه الأعضاء وكان الطبيب والمشرح يدركان ما لا يدركه سائر الناس من العجائب والأسرار الشريفة في خلقه هذه الأعضاء وعظيم نفعها في الحياة.

1 ـ سورة القيامة: الآية / 38.

2 ـ سورة القيامة: الآية / 39. (*)

/ 482