هل يليق هذا كله بإله الرحمة والقدس والكمال مع قدرته على تمهيد أسباب الصلاح الخير للانسان بتعاليمه الصالحة وإعلامه بشريعة مدنية وتهذيب الأخلاق وبيان المعارف والعبادات. يعمل أعمال رحمته ولطفه وحكمته وقدس في هذا كله بإرسال الرسول بشري يمده من فيض علمه وحكمته ويوسطه في تبليغ البشر عنه ما يحتاجون إليه في نظام اجتماعهم ومدنيتهم وأخلاقهم وكمالاتهم ومعارفهم وعباداتهم وسعادة مستقبلهم. يختاره بشرا كاملا في الأخلاق الفاضلة عاملا رؤوفا جاريا على الحكمة والسداد والحنان. يعضده بحجة على رسالته بحيث تقطع معاذير العقول في شكوكها وتعلمهم أنه رسول الله المبلغ رسالته والصادق الأمين كما سنذكر وجه ذلك إن شاء الله تعالى.لا يرضى العقل والشعور لجلال الله وكماله وقدسه إلا أن يرحم عباده ويعمل أعمال رحمته وكماله وقدسه بإرسال الرسول لسعادة البشر فيما ذكرناه وإنقاذهم من تيار الجهل والأهواء وبواعث الفساد. يصلح أمرهم في ذلك مع حرية إراداتهم التي يرتقون بها إلى أوج الكمال والسعادة على ناموس الحكمة والرحمة.