رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی - نسخه متنی

محمدجواد بلاغی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

يا عمانوئيل هل كتب داروين شيئا يستند إليه لهذه الدعوى الكبيرة المهولة. عمانوئيل. قد رأيت كتاب داروين (أصل الأنواع) فرأيته يستند إلى تربية الحمام ودراسة أحواله بعناية جمعيتين خصوصيتين في لندن. وقد أشبع الكلام في الكتاب المذكور في جهات التباين بين أقسام الحمام. وصرح بأن التباينات بينها متنوعة إلى حد يسوق إلى العجب. ومع ذلك قال (ومهما كانت الفروق بين تولدات الحمام ذات شأن فإني على تمام الاعتقاد بأنها متسلسلة من حمام الصخور (" الكلمباليفا)..

مع أنه قال أيضا (إننا لا نعرف من حمام الصخور سوى نوعين أو ثلاثة أنواع ليس لها شئ من صفات التولدات الأهلية) أي من أنواع الحمام الأهلي. ثم قال (قد آنست من نفسي زمان اشتغالي بتربية الحمام أن صعابا كثيرة تحول دون الاعتقاد بنشئها عن أصل أولي معين. لكن جملة من الناس على اعتقاد تام بأن التولدات المختلفة نشأت من أنواع أولية معينة). يا والدي إذا استدل الانسان بالوجدان والعيان على التباينات العجيبة بكثرتها، وأنه ليس لحمام الصخور شئ من صفات الحمام الأهلي.

فهل يصح منه في شرف العلم أن يطير بالنتيجة إلى القهقري والعكس ويقول أنواع الحمام متسلسلة من حمام الصخور. فانظر معرب أصل الأنواع صحيفة 67 إلى 79 وهل من شرف العلم أن يقتنع الناس في هذه الدعوى الكبيرة والنتيجة المعكوسة بقول داروين (إني على تمام الاعتقاد. جملة من الناس على اعتقاد تام).

ولو أن رجلا اقتصر على فتواه بأن أنواع الحمام الأهلي متسلسلة من حمام الصخور، ويدعي العلم بزمان تأهلها وتشعب أنواعها، والاطلاع على حالات اتصالها وتسلسل تولدها من تلك الحلقات ويكون ذلك بنحو الفتوى المقدسة ثم يفتي بعد ذلك بأن جميع الأحياء تنتهي إلى أصل واحد لكان أهون عليه من أن يتعب القلم بذكر المقدمات التي تعاكس دعواه.

اليعازر: إن الذي تساعد عليه التجربة، والمشاهدة هو أن الأنواع لها بحسب العوامل العرضية سنة التحسن والانحطاط المحدودين بأن لا تخرج أفراد النوع عن صفته. ومن جملة العوامل تأثيرات الصقع والغذاء والتربية وغير ذلك ومنها ما هو سريع التأثير ومنها ما يبطئ لأجل منازعته مع تأثير العامل الأول. فإن النسل الزنجي إذا تحول إلى بلاد القوقاس يبطئ تحسنه بمقتضى طبع الصقع إلى أجيال عديدة يتدرج فيها بالتحسن شيئا فشيئا، وقد يكون أسرع من ذلك بواسطة التزاوج. وكذا النسل القوقاسي إذا انتقل إلى بلاد الزنج فإنه يبطئ انحاطه التدريجي وقد يكون أسرع بواسطة التزاوج. وربما تكون تأثيرات بعض البلاد تتبدل في البلاد الأخرى إلى تأثيراتها في نحو جيلين. فقد شاهدنا رجالا مع نسائهم من بلاد سنتها علو مقدم الرأس على الجبهة وتثليث الرأس وهم على تلك السنة قد انتقلوا إلى بلاد سنتها استدارة الرأس واعتدال وضع مقدمه على الجبهة فأخذ نسلهم في هذه البلاد يتحسن بحيث يزيد الولد الثاني على الولد الأول في التحسن حتى صار الجيل الثاني على سنة هذه البلاد. وشاهدنا العكس أيضا. ومن المعلوم أن للأقاليم تأثيرا تمتاز به في الألوان فإنه لا يوجد في خيل بلاد العرب ما نصفه مثل أبيض خالص البياض والباقي أحمر أو أشقر أو أسود كما يوجد بكثرة في بلاد الترك.

القس. ويقول داروين في أصل الأنواع حسبما هو مذكور في تعريبه ص 60 إن الدواجن الحالية قد وجدت صورها في بعض النقوش المصرية القديمة وما عمر من البقاع حول بحيرات سويسرا وإن هذه الصور لا تكاد تختلف مع تولداتها الحالية اختلافا ما. إنتهى كلامه. وهذا الأمر كما يدل على قدم المدنية واقتناء الدواجن الأهلية فكذلك يكون من أقوى الأدلة على أن النوع لا تغير الأدوار الطويلة والتربية صفاته النوعية بالانتخاب الموهوم. نعم قد يقتضي التزاوج وبعض العوارض أن تتغير بعض صفاته تغيرا ما. ولكن بالتمادي على الاستقامة أو زوال العوارض يرده إلى صفاته الأصلية ناموس الوراثة النوعية بتقدير الله للتناسل فقد شاهدنا من تزاوج الحمام الأبيض والحمام الأحمر أن النسل الأول قد يخرج ملونا. ولكن النسل الذي يحصل بتولدات متعددة ترده الوراثة إلى لون واحد من أصوله. ومما يذكره التاريخ أن حمام الرسائل استعمل في حرب طروادة التي لها نحو ثلاثة آلاف سنة فهل وصل الانتخاب الطبيعي بحمام الرسائل إلى زينة الطاووس أو قوة النسر؟؟

/ 482