رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ومعرفة ما لهذا الإله من صفات الجلال والجمال فيفوز من بركة هذه المعارف باتباع تعاليم إلهه في المدنية الحقيقية والكمال الروحي ورقي السعادة.ألا وإن خلق العالم على هذا النظام باب لتلك المعرفة وملفت للنظر نحوها ودليل هاد في جميع الأحوال إليها. إذا التفت الانسان إلى دوام التوالد والفناء والحدوث والتغير والنمو والتحليل والصحة والمرض والعجائب في تراكيب الحيوان وغايات أجزائه وكيف يجري ذلك كله على نواميس منظومة الدوران متناسقة الآثار متماثلة الغايات فإن هذا الالتفات يتكفل بالهداية لمن لم يستأسر للهوى ولم يساعد الجهل بالتغافل والانهماك بالشهوانية والغرور ويضمن له الارشاد إلى أن لهذا العالم العجيب النظام خالقا ومدبرا هو واجب الوجود عالم بالحوادث والغايات إذ أنشأ عجائبها وقدر فوائدها وربط متماثلاتها بنواميسها على نسق دائم في أدوارها وجعل اللاحق يحذو السابق على نظام متقن وتقدير باهر. رمزي: أما ترى طغيان الطاغين وفساد المفسدين وظلم الظالمين وتمرد المتمردين.أليس هذا شرا. أو ليس قد أظلم به العالم وكدر صفاء الانسانية. أفلا يجب على الإله المستحق لهذا الاسم أن يمحوه. فلماذا الشر باق إلى الآن.عمانوئيل: إن هذا الذي تذكره له جهتان لكل منهما وجهة من الكلام جهة من حيث وقوع الظلم والعدوان على المظلوم وتضرره بذلك.وجهة من حيث وقوع الاعتداء والظلم والتمرد من الفاعل. إذن فيلزم أن نكلمك في كل واحدة من الجهتين. ونستفتي فيها الشعور الحر والمبادي المعقولة فنقول.