رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی - نسخه متنی

محمدجواد بلاغی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ولأجل صرف النفس بالاختيار عن نزعتها الجسمانية وما ينشأ من التمادي على ذلك من الألفة وسهولة الانقياد للشهوات والأهواء المردية والملكات الردية نهض الرسل وأمناء الوحي عن أمر الله ووحيه بالتبليغ والدعوة إلى الصلاح والكمال والسعادة بالتعليم والبيان والنصح والوعد والوعيد والتبشير والانذار والتربية الروحية وتعليم الأخلاق الفاضلة والتدريب إلى الملكات الراقية ونيل السعادة العظمى.

واتبعهم على ذلك العلماء العالمون كل ذلك ليستلفتوا النفس إلى الحقائق الروحية لتكون هي الناهضة بالأعمال والمتقدمة على النزعة الجسمانية. ولأجل تنشيطها على مدافعة الحجاب الجسماني الجهلي وكسر عادية غباره والتنبيه من عطلة جهله دونت العلوم وأسس التعليم ونظمت بعض قوانينه نجي كتب علم النفس. قد شرحنا لك بعض ذلك لنصدك عما تقوله اتباعا لمصادر كلماتك. هل يحسن منك أن تقول: إن مقطوع الرجلين أو مشلولهما من الحقوين ليس فيه نفس تدرك المشي وخصائصه ومداخلته في حاجياتها الجسمانية. هل يسعك إلا أن تقول: إن النفس التي كانت تريد المشي وتحرك له الأعضاء هي موجودة ولكن فساد الآلة أوقف أعمالها الآلية.

الرجل العالم المهذب تمر عليه وهو ساكت فلا تدري ما لنفسه الكريمة من العلوم والإدراكات والملكات الراقية فهل يسوغ لك أن تقول ليس له علم ولا ملكة؟ ألست تدري بأن خصائص النفس لا تظهر للحس إلا إذا ظهرت مظاهرها على الجسد وكان الجسد صالحا لأن تظهر عليه ولم يعرض عليه ما يحجبه عن النفس وتأثيراتها فإذا خرج الجسد عن هذه الصلاحية لم يصح لذي شعور أن يقول: إن جميع خصائص النفس إنما هي خصائص جسدية وإن النفس بنت المادة.

رمزي: لو كانت النفس عنصرا مستقلا هو علة الاحساس والحياة لأخلد الانسان ولم يمت وماذا يهمها صلاح الجسد وفساده لو كانت مستقلة بمزيتها.

عمانوئيل: لو كان أمر النفس بيدها وهي حرة في اختيارها لما كان لك عليها السؤال فيما يهمها ولا يهمها. هي وما تشاء في اختيار من تقترن به في الارتباط ومن ذا الذي يمنعها من أن تشترط في تعليلها للحياة سلامة الجسد وأهليته أم هل كنت ضامنا أن لا تغلبها علة الموت فتطردها عن قرينها وتبطل تعليلها لحياته؟.

/ 482