وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة - نسخه متنی

محمد نجیب التلاوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ثم تأتي رواية (يحدث في مصر الآن)، كنموذج لظهور المؤلف بشكل مباشر فيعلن مؤلفها عن وجوده ولم يغير وضعه إلى ظهور غير مباشر، وإنما أصبح المؤلف هو الشاهد على الأحداث وهو شاهد مشارك في رصد الحدث، ثم هومشارك في ردود أفعال الحدث الروائي الذي تمثل في قتل الفلاح الأجير (الدبيش عرايس) وجاءت ردود الأفعال المختلفة للأصوات لترصد حجم الفساد والروتين والظلم والتلاعب بالأوراق والمستندات وتحكم القوي في الضعيف تحكماً وصل حد أن أنكر (الضابط والطبيب ورئيس مجلس القرية)، وجود شخصية باسم (الدبيش عرايس)، وفي المقابل عجز صديقه الفلاح وزوجته في إثبات وجود شخصية باسم (الدبيش عرايس) على الرغم من إنجابه لأطفال ومعرفة أهل القرية له معرفة معايشة.

ومؤلف رواية (يحدث في مصر الآن)، يجعل من ظهوره المباشر محاولة فنية جديدة يعلن بها تمرده على تقنيات السرد الروائي وعلى الصنعة الروائية وقد أصاب إلى حد بعيد… بل وجاءت محاولته في بعض نجاحاتها لتعلن أن التنظير للسرد الروائي مهما بلغ فهو محدود لتداخلات التطبيق والتجديد الشكلي للرواية.

قال القعيد في بداية روايته "…. لأسباب كثيرة ـ أعلن تنازلي عن كل أسلحة كتاب الرواية القديمة والحديثة على السواء…. ولذلك يعطينا تلخيصاً لمضمون الرواية ضارباً بذلك لعنصر التشويق… وكأن جدية الحدث أكبر من الزخرف الإخراجي وأكبر من التشويق، قال: "… بعدها ـ المقدمة ـ يأتي دور أهم أساليب تجار الرواية في زماننا وهي كثيرة. لكي أضمن شد القارئ إلى روايتي، وجريه وراء الكلمات حتى تنقطع أنفاسه… يجب أن أعتمد على هذه الأدوات. محتفظاً بإحدى المفاجآت المذهلة في ركن ماقبل النهاية"، ثم يقول: "وأصول الحرفة كانت تفرض علي أن أخفي نبأ الوفاة، ومن المثير أن أحكي عن اختفاء العامل الزراعي ليلاً… ستخرج التساؤلات من عين القارئ كيف تم هذا؟ من أجل الإجابة عن كيف هذه، نبدأ فصولاً جديدة مضمونة القراءة، ولكني أفشيت أسراري وكشفت خططي…."

ولم يكن القعيد هو الأول بين الروائيين الذي يعلن وجوده في روايته ويتدخل بهذا الشكل السافر الذي يطمس آمال (وجهة النظر ومابعدها من تقنيات)، فقد سبقه إلى إعلان الوجود للمؤلف بعض الروائيين أذكر منهم (طه حسين/تولستوي/ فلوبير/ بروست/ توماس مان….).

بالنسبة لطه حسين فالقارئ لا يجهل وجوده الضاغط في أعماله القصصية بصفة عامة لأنه ـ كمؤلف ـ دائم الحوار مع القارئ (المتلقي) ونلاحظ هذا بخاصة في (المعذبون في الأرض/ ماوراء النهر..)، ولجأ طه حسين إلى هذا الظهور والاستطرادات التعسفية التي تعلن عن وجوده كمؤلف لأسباب منها:

ـ إحساسه الضاغط بالقارئ بسبب عاهته ولأنه كان يملي لا يكتب…

ـ إيمانه بتصور خاص عن حرية الفنان.

ـ رغبة في تعليم أصول القص بشكل عملي…

لكن الأمر عند (تولستوي) في (البعث) بخاصة كان مسبباً بحجم القناعة الشديدة بالتوجه الأيديولوجي.. والأخلاقي لاسيما في نهاية الرواية عندما استعان بنصوص وعظية من الإنجيل.

وعند (فلوبير) كان التدخل من المؤلف وإعلان وجوده استناداً لتفكير أخلاقي عبر محايثة للشكل الروائي، ومن الطبيعي أن يعلن أنه كمؤلف مع أو ضد.. تبعاً لحجم القناعة الأخلاقية التي دعا إليها في رواياته التقليدية والوثائقية.

/ 102