وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة - نسخه متنی

محمد نجیب التلاوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

في (تحريك القلب) كانت الأصوات مجموعة من الأخوة في مراحل سنية متقاربة (سالي/ وضاح/ سمراء/ صيام/ علي...) وعلى الرغم من وظائفهم المختلفة إلا أن ذلك الاختلاف انعكس على طريقة التفكير لا على طريقة التعبير إذ لم تكن الفروق قوية حتى تفرض التعددية اللغوية نفسها هنا.

والأمر نفسه في رواية (الكهف السحري) فالأب وإبراهيم وكريمة والأخت متقاربون ثقافياً وطبقياً وحضارياً، ولذلك غابت التعددية الصوتية هنا، أما الأم فاختلفت عنهم لأنها مثلت الأمومة وحبها الفطري ولم تكن مثقفة فجاء صوتها مختلفاً عن الأصوات الأخرى في طريقة التفكير لا في أسلوب التعبير، وهذا ما يؤخذ على الكاتب هنا، فالأم عندما عجزت عن الفعل أمام ابنها المعتقل لجأت إلى الدجالين وإلى الخرافات وذهبت (للشيخ سيد الدجال..) ولما ثار عليها الزوج عادت لوقارها واكتفت بحزن عميق قادها إلى موت صامت.

أما في رواية (المسافات) فلقد كانت الصياغة الأسلوبية موحدة لسببين أما السبب الأول فهو توازي وتساوي الأصوات في المستوى الثقافي والاجتماعي والتقارب السني.. وهذه العوامل أدت إلى التشابه لا على مستوى التعبير ولكن على مستوى الفعل ورد الفعل والأحلام، إذا وقعت الأصوات بفعل الجهل في جو مشحون بالخرافات والأساطير والغموض والجنس والفقر (زيدان/ سعاد/ ليلى/ زينب/ سميرة/ أم جابر/ جابر/ حامد...).

أما السبب الآخر فيتمثل هنا في سطوة الراوي وسيطرته على الأصوات بطريقتين الأولى أنه لم يعط للأصوات فرصة كاملة للتعبير عن نفسها لأنه تولى بنفسه الحديث عن الأصوات وغيبهم باستخدامه لضمير الغائب في حديثه عن الأصوات، والطريقة الثانية أنه ظهر في صورة الراوي العارف بكل شيء، وقاد الأصوات عنوة إلى غاية كلية لوجهة نظر أحادية، وقد ساعدته الأصوات بضعفها وجهلها، وكان من الطبيعي إذن أن تنعكس هذه السطوة والسيطرة من الراوي بشكل عملي فيطمس ما بقي من ملامح تميز بين الأصوات عندما يمنح أصواته أسلوباً تعبيرياً موحداً يشد خيوطه إلى ذاته ويقطع تواصله بالأصوات فانعدمت التعددية اللغوية.

وكاد صوت (الشيخ مسعود) يتميز بين الأصوات الأخرى إلا أن الراوي جعل من ثقافته الدينية التي يتميز بها امتداداً أسطورياً لأن (الشيخ مسعود) معني بأمر الجن وتعذيبه، ثم حديثه عن السمكة الذهبية ودمعتها التي غطت البحيرة، وبهذه الخرافات انخرط (الشيخ مسعود) مع باقي الأصوات في جو الرواية المشحون بالخرافات، وفقد (الشيخ مسعود) تميزه، ولم يحتفظ إلا ببعض اللزمات التعبيرية البسيطة التي تعبر عن حفظه لبعض آيات القرآن. ومن ناحية أخرى فالراوي لم يسمح لصوت (الشيخ مسعود) بالظهور إلا مرة واحدة، ولذلك لم يتمكن الصوت من مؤهلات التميز التعبيري التي كان ينبغي أن يوفرها له الراوي.

وإذا كنا قد وجدنا بعض الأسباب التي غيبت التعددية اللغوية لبعض الأصوات الروائية كتساوي الأصوات في الثقافة والبيئة والطبقة... أو لزيادة سلطة الراوي الذي أضفى أسلوباً موحداً للأصوات، متجاهلاً الاختلافات بينها بحكم سلطته الروائية، فإن الأمر يختلف مع رواية (الرجل الذي فقد ظله) فهذه الرواية تمتعت باختيار منتقى لأربعة أصوات مختلفة اختلافاً نوعياً من حيث الطبقة الاجتماعية والثقافة والمهنة أو الوظيفة، فنحن نلتقي بـ (يوسف) الصحفي و(سامية) الممثلة، و(مبروكة) الخادمة، و(ناجي) رئيس التحرير المشهور. وهي أصوات عبرت عن طبقات اجتماعية مختلفة إلا أن الصياغة اللغوية لم ترق إلى مستوى هذا الاختيار (اللامتجانس).

/ 102