وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة - نسخه متنی

محمد نجیب التلاوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أما موضوع القضايا السياسية فهو الموضوع المفضل لأكثر الروائيين العرب منذ الستينيات بخاصة حتى الآن، وربما صاحب ذلك الاستقلال الذي حازت عليه أكثر الدول العربية لاسيما في مصر والشام بخاصة، وأصبح موضوع الحاكم والمحكوم بديلاً عن موضوع الحرية والاستقلال. وكانت المنطقة العربية قد وقعت في أسر حكم الفرد الذي انتزع صلاحيات جاءت على حساب حقوق الشعب الأمر الذي أثار الجدل والنقاش وأصبح تناول هذه الموضوعات وكأنه للروائيين بمثابة الجهاد الوطني. وبما أننا في مصر، فإن فترة الستينيات اختلفت بدورها عن السبعينيات وبداية الثمانينيات في الطرح السياسي والقضايا السياسية.

والغريب في الأمر أن هذه الفترة شهدت مواجهتين مع إسرائيل، وشهدت بداية مسيرة السلام.. إلا أن القضية الفلسطينية والمواجهة مع إسرائيل لم تكن واحدة من الموضوعات التي تناولتها رواية الأصوات المصرية. وكان الموضوع المفضل هو حجم التحكم السلطوي في إرادة الشعوب ونجد ذلك بداية من رواية (ميرامار/ الحرب في بر مصر/ يحدث في مصر الآن/ الزيني بركات/ الكهف السحري..).

في الستينيات نجد روايتين للأصوات الأولى (الرجل الذي فقد ظله) والثانية(ميرامار) والروايتان تعاملتا مع الطرح السياسي بحذر بالغ يكشف عن خوف قائم من سلطة الفرد القوية. وكانت رواية (ميرامار) هي الأقرب للقضية السياسية لأنها طرحت سؤالاً محورياً عن مدى نجاح وتقبل الشعب لثورة يوليو؟

لقد تمكن (نجيب محفوظ) ببراعته الفنية من استثمار مساحة الحرية المحدودة في الستينيات ليقيم رواية أصوات ناجحة، وهذه معادلة صعبة، لأن الأصوات تعلن عن اختفاء البطل… وتعلن عن وجهات نظر متباينة، وهذه أولى نقاط التميز لرواية الأصوات، إذ أنها لا تحفل ببطل ومن ثم لا تعلن رؤية أحادية، وإنما تسعى لاكتشاف وجهات النظر، وهذه -بداية- معالجة مختلفة عن الروايات التقليدية، إذن كان لابد لنجيب محفوظ أن يعلن عن الآراء المؤدية للثورة والأخرى المناهضة للثورة، والدكتاتورية الصارمة لم تمنع (نجيب محفوظ من إقامة رواية أصوات، وهي الرواية التي تتحرك في مساحة من الحرية، ومعنى ذلك أن الدكتاتورية الصارمة لم تخترق الدقة الصارمة لتكنيك الأصوات "مثلما لا تخرق الدقة الصارمة للمعادلة الرياضية احتواؤها على مقادير صماء لا نهاية لها.

إذا كان (نجيب محفوظ) قد حدد (البنسيون) مكاناً، والثورة مجالاً للحوار فإننا ما أن نتقدم في قراءة الرواية حتى نكتشف أن (زهرة) تحتل مكاناً بؤريا برمزها لمصر، ومن ثم لم تعد الأصوات تعلن إعلاناً نظرياً بحواراتها عن موقفها من الثورة، ولكن تترجم ذلك بشكل عملي وذلك من خلال تحديد موقفها من (زهرة).

وجاءت الأصوات في مضمارين متوقعين، المجموعة الأولى تؤيد الثورة وتستريح لها وقد مثل ذلك بأصوات (عامر وجدي/ سرحان البحيري) وبهذين الصوتين ألقى المؤلف على الثورة ظلالاً من وعي الشخصيات المتزنة -لاسيما عامر وجدي- والشابة، فجرى التأكيد على أهمية الثورة ولم يجر التعبير عن صلاحياتها... وما أن نتقدم حتى نكتشف بعض الوصوليين الذين حاولوا استثمار نجاح الثورة فلفظتهم مصر (زهرة) وكانت نهاية (سرحان البحيري) الانتحار عندما اكتشف أمره وعرف أنه يتاجر بالشعارات.

أما (عامر وجدي) فكان صوتاً متزناً يمتلك خبرة سياسية من عمله الصحفي مكنته من عدم الانفعال والاتزان، وقد عبر عن تأييد ضمني للثورة، لأنه لم يتفق في حواراته مع (طلبة مرزوق) الإقطاعي، وقد عبر عن حبه الشديد لمصر عندما تبنى بحبه ورعايته لزهرة، وكان دائم الدعاء لها (يحفظك الله يا زهرة) وقد وقف معها في أزمتها العاطفية مع (سرحان البحيري) وقال لها "إن من يعرف من لا يصلحون له فقد عرف بطريقة سحرية الصالح المنشود".

/ 102