وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة - نسخه متنی

محمد نجیب التلاوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أما المضمار المناوئ للثورة فمثله (طلبة مرزوق وحسني علام) من ناحية ثم (منصور باهي) من ناحية أخرى. أما عن صوتي (طلبة مرزوق وحسني علام) فهما نموذجان للإقطاع أحدهما الإقطاعي الكبير العجوز (طلبة مرزوق) الذي فقد أطيانه بسبب الثورة، وكرهها كراهية شديدة بل وتمنى الاحتلال بدلاً منها... وقد عبر عملياً عن هذا المعنى لما راود (زهرة) وأرادها بماله فرفضته... وثارت عليه كما ثارت عليه الثورة... فتهيأ للسفر خارج مصر. وجاء (حسني علام) النموذج الثاني للإقطاعي ولكنه الإقطاعي الجاهل الشاب.. كثر ماله وكثر استهتاره وضيقه بالمثقفين... وكان ينفق المال على لذاته، ولزمته التعبيرية (فركيكو) وانطلاقه السريع بالسيارة عبر بهما عن استهتاره ومجونه، وقد عبر عن موقفه عملياً داخل البنسيون... لما عاد مخموراً وأراد أن يعتدي على (زهرة) فثارت عليه وردته بقوة.

أما (منصور باهي) فهو معارض للثورة بفكر ثوري آخر يراه الأصلح.. ومعارضته ليست حزناً على مال كالإقطاعيين أو محض معارضة، وإنما بدافع حب للوطن، وقد ترجم ذلك عملياً بأمور كثيرة أهمها أنه أحب (زهرة) وعرض عليها الزواج. لكن زهرة رفضت طلبه، ورفضت إشفاقه عليها وهدأت من روعه.

ورواية (ميرامار) هي الوحيدة بين روايات الأصوات التي عبرت عن موقف طبقات الشعب المختلفة من ثورة يوليو وبعد أن خاضت ثورة يوليو تجربة تجاوزت الخمسة عشر عاماً. وتميز العرض هنا بإبراز مساحة من الحرية لتعبِّر الأصوات عن رؤاها المختلفة إزاء الثورة، وهذه ميزة لرواية الأصوات حيث برزت لنا وجهات نظر متباينة للأصوات، وكل وجهة نظر لها رصيد من المبررات. والميزة الثانية أن الرواية لم تحفل بنهاية تقليدية لأنها لم تتبن وجهة نظر واحدة فتعلن عن انتصارها أو انهزامها وإنما عرضت لوجهات نظر لم تسمح بإعلان نهاية كما لم تسمح بوجود بطولة مطلقة. والميزة الثالثة أن العرض لم يأت منولوجياً من صوت واحد وإنما جاء العرض حوارياً سمح للنقاش البناء الذي يؤصل لوجهات النظر ويمسرح الأحداث، فحوار (طلبة مرزوق مع عامر وجدي) يعرفنا أن طلبة مرزوق تتمدد كراهيته إلى ثورة 1919 وسعد زغلول الذي مكن للأحزاب وكراهيته لم تقتصر على ثورة يوليو، ولذلك فهو يتمنى وجود يمين أمريكي كبديل عن ثورة يوليو. الأصوات هنا جاءت بمسرحة للأحداث عبر حوارات ولم تأت بشكل إخباري مباشر، وهذه ميزة لرواية الأصوات.

وهذه الميزات لرواية الأصوات في عرضها للقضية تستمد وجودها وقوامها من الخصوصية البنائية لرواية الأصوات التي تذيب البطولة وتعتمد على اللاتجانس ولا تعتمد على الرؤية الأحادية.

أما القضايا السياسية الأخرى فقد تركزت حول القمع السلطوي وقوته الظالمة، وقد تشكل التعبير في مضمارين، المضمار الأول يمثل السلطة الحاكمة بشكل مباشر وقد جاء ذلك في روايتي (الزيني بركات/ الكهف السحري)، والمضمار الآخر يمثل القهر السلطوي على مستوى أقل لبعض الوظائف (الضابط/ العمدة..) وقد تمثل ذلك في روايتي القعيد (الحرب في بر مصر/ ويحدث في مصر الآن).

وقد جاءت الروايات في شكل صراع واحد -تقريباً- حيث نجد مجموعة أصوات قليلة تمثل السلطة الغاشمة، ومجموعة أصوات أخر تمثل فئات الشعب وقد استنفدت كل وسائل الدفاع الضعيف عن نفسها، وأمام هذا الصراع غير المتكافئ نجني نتيجة واحدة في هذه الروايات.

ولو أن روايات الأصوات اكتفت بهذا الطرح فقط فإنها لن تزيد شيئاً عن الروايات التقليدية التي سبقتها إلى هذا الموضوع لكنني أتصور أن طريقة التناول وطريقة المعالجة لهذا الموضوع في رواية الأصوات تختلف عما قدمته الرواية التقليدية.

/ 102