وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وجهة النظر فی روایات الأصوات العربیة - نسخه متنی

محمد نجیب التلاوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

والتبادلات السردية حققت فاعلية للصراع الروائي وجاءت على مستويين:

أما المستوى الأول: فهو كلي يتمثل في السرادقات التي تبرز تناوب ظهور أطراف الصراع الذي بدأ سلطوياً بين (علي بن أبي الجود وزكريا بن راضي والزيني بركات) ولذلك جاء السرادق الأول مهيئاً ثم معلناً لتعين (الزيني بركات)، والسرادق الثاني برزت مزاحمة (زكريا بن راضي)، والسرادق الثالث ركز على (علي بن أبي الجود) الذي اختفى لتصبح المواجهة بين (زكريا) و (الزيني بركات).

أما المستوى الثاني: من التبادلات السردية فكانت على مستوى الأصوات التي جاءت في خطين متوازيين يتوسطهما (الزيني بركات) أما الخط الأول فهو سلطوي خالص ومثلته أصوات (علي بن أبي الجود/ زكريا بن راضي/ السلطان/ العدوي..) والخط الثاني يمثل الشعب بفئاته ويمثله أصوات (الشيخ أبو السعود/ الجهيني/ سماح..) ومن ثم حظي ظهور الأصوات بتبادلات تعبر من نقلات متباينة بين الشعب بفئاته والسلطة بوظائفها ولاشك أن هذه التبادلات قد أزكت الصراع الذي اشتعل من البداية إلى النهاية على الرغم من اختلاف المواجهات بين:

-زكريا بن راضي # الزيني بركات

-الزيني بركات # الشيخ أبو السعود

-الزيني بركات # الجهيني

-المماليك # العثمانيين

أما الملاحظة الأخيرة على الشكل الروائي للأصوات هنا فهو ذو ظهور متقطع بمعنى أن الصوت لم يستقل بالظهور مرة واحدة، وإنما جاء ظهور الأصوات متقطعاً وهذا يعني أن عناية الراوي الثاني بالحدث الروائي أولاً، والأصوات آخراً، وهذا افتراض شكلي، لأن الأصوات هي الصانعة للأحداث بمشاركاتها سواء بفعلها أو برد فعلها.

ويمكننا أن نلاحظ إذن أن ظهور الراوي (بأماكنه المتنوعة) في رواية الأصوات لايمثل قوة للأصوات قدر ماساعد على إضعاف الأصوات وفاعليتها بشكل أساسي لأنه ينازع الأصوات في العرض، أو يسيطر على الأصوات فيؤثر على حركيتها وحريتها واستقلالها وهو أمر يؤثر في وجهات النظر الداخلية بشكل مباشر، لكنه يساعد على إعلان وجهة النظر الكلية وهو أمر ضد ما هو منتظر من رواية الأصوات.

وإذا كان اختفاء الراوي قد ساعد الأصوات على الظهور الحر المستقل فإنه أيضاً ساعدها على الظهور الكامل دفعة واحدة وهو أمر لم نقع عليه في حالة ظهور الراوي مع الأصوات، لأن مزاحمة الراوي للأصوات منعها من الاسترسال الرأسي المتصل المتكامل، وكان البديل أن يتقطع ظهور الصوت تبعاً للدفقات السردية، وهو أمر يشعرنا بأن الأصوات تظهر وكأنها تابعة للحدث وليس العكس "لأن ظهور الصوت مرتبط باستدعاء الحدث له وباستدعاء الراوي له. ولذلك جاءت الأصوات مع الراوي في خطوط متقطعة بشكل رأسي في رواية (تحريك القلب) أو بشكل أفقي كما في رواية (الكهف السحري) -مثلاً-.

وإذا كان اختفاء الراوي مع الأصوات قد سمح لنا أن نتعمق أبعاد الصوت خارجياً وداخلياً -على نحو خاص بالأصوات-، فإن ظهور الراوي أو تعدد الرواة لم يعطنا هذه الفرصة كاملة وجعلنا دائماً مع الأحداث الخارجية والممارسات الخارجية كما في (الزيني بركات) -مثلاً-.

وظهور الراوي لم يجمد الشكل الروائي للأصوات وإنما ساعد على تعدده وتنوعه تبعاً لحجم تواجد الراوي ومكانه ودوره في رواية الأصوات، ومن الملاحظ هنا أن أكثر هذه الشكول الروائية قد تجاوزت الاجتهادات التنظيرية العديدة التي حظي بها (الراوي) -على وجه التحديد.

ووجهات النظر قد قلت مع الروايات التي ظهر فيها الراوي، إلا أن هذا ليس هو السبب الأوحد أو الأقوى، لأن هناك أسباباً أخرى منها ضعف الأصوات نفسها أو افتقار الأصوات إلى اللاتجانس. وهذا بدوره قد قلل الحوارات وقلل من مسْرحة الأحداث.

/ 102