فکر الخالد فی بیان العقائد نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
صحيح انّنا لن نطّلع على جميع جزئيات تاريخ الأنبياء، ولكنّ في نفس الوقت تكون مثل تلك القابليات
والاستعدادات عاملاً مؤثراً في إفاضة اللطف الإلهي عليهم.2. علم اللّه سبحانه ووقوفه على ضمائرهم ونيّاتهم ومستقبل أمرهم، وعلمه أنّهم ذوات مقدّسة لو أُفيضت
إليهم تلك الموهبة لاستعانوا بها في طريق الطاعة ولسعوا وبشكل يبعث على الإعجاب والدهشة في الإصلاح
الفردي والاجتماعي.فهذه العوامل التي يكون بعضها واقعاً في إطار الاختيار وبعضها الآخر خارجاً عن اختيارهم توجد
القابليات والأرضية المناسبة والصالحة لإفاضة وصف العصمة عليهم وانتخابهم لذلك المقام السامي،
ولا شكّ حينئذ تكون العصمة مفخرة للنبي باعتبار أنّه باختياره وبجهاده قد وفّر قسماً من تلك
الأسباب الدخيلة في الإفاضة.وفي الختام لابدّ من الإشارة إلى نكتة مهمة وهي:
لا ريب أنّ إفاضة العصمة في المراحل الأُولى
لأولياء اللّه، وهي مرحلة العصمة في دور الطفولة خارجة عن إطار بعض تلك الشرائط كالمجاهدات قبل
البعثة، بل انّ تلك الشروط مؤثرة في المراحل العليا من العصمة.