الدعوة مجرّدة عن الاعتقاد بالإلوهية والمالكية والاستقلالية في التصرف في أُمور الدنيا والآخرة،
بل تكون الدعوة نابعة من كون المدعو عبداً من عباد اللّه المكرمين،وأنّه ذو مقام معنوي استحقّ به
منزلة النبوّة أو الإمامة، ولأنّه وعد المتوسلين به باستجابة دعائهم وإنجاح طلباتهم فيما إذا
قصدوا اللّه عن طريقه، قال تعالى في حقّ الرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ :( ...وَلَو أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَآءُوكَ فَاسْتَغْفَروا اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ
لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوّاباً رََحِيماً ).(2)
ثالثاً
إنّ في نفس الآيات المذكورة إشارة واضحة إلى أنّ المقصود ليس مطلق الدعاء وطلب الحاجة، بلالمقصود قسم خاص منه، وهو ما كان ملازماً للعبادة، ومن هذه الجهة نجد أنّ في بعض الآيات وبعد
الإتيان بلفظ الدعوة يستعمل مصطلح العبادة في نفس المعنى المقصود، مثل قوله تعالى:( وَقالَ رَبّكُم ادْعُوني أَسْتَجِب لَكُمْ إِنَّ الَّذينَ يَسْتَكْبِرونَ عَنْ عِبادَتي
سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرينَ ).(3)
1 . هود:101.2 . النساء:64.3 . غافر:60.