عثمان وقال: كأنّي بك قد قلّدتك قريش هذاالأمر لحبّها إيّاك فحملت بني اُميّة وبنيأبي معيط على رقاب الناس، آثرتهم بالفيءفثارت إليك عصابة من ذؤبان العرب فذبحوكعلى فراشك ذبحاً، والله لئن فعلوا لتفعلن،ولئن فعلت ليفعلن ثم أخذ بناصيته فقال:فاذا كان ذلك فاذكر قولي فإنّه كائن (1).
فلمّا دفن عمر، اجتمع أصحاب الشورى في بيتفتكلّموا فتنازعوا، غير أنّ تركيبالأعضاء منذ عيّنها الخليفة كان يعرب عنحرمان علي و نجاح غيره و لأجل ذلك تمّالأمر لصالح عثمان، فقام بالأفعال التيتنبّأ بها عمر بن الخطاب، وأحدث اُمراًنقم بها عليه، وأوجدت ضجّة بين المسلمينومن أبرز معالمها انحرافه عن الحق وإليكصورة من أعماله التي ثارت لأجلها ثورةالأنصار والمهاجرين:
1 ـ تعطيل الحدود الالهية
شرب الوليد بن عقبة الخمر فسكر فصلّىبالنّاس الغداة ركعتين أو أربع ركعات،فانْتُزعَ خاتمه من يده وهو لايشعر منسكر، وقد قدم رجل المدينة وأخبر عثمان ماشهده من الوليد فضربه عثمان، فكثرت الشكوىعلى عامله بالكوفة ولم ير بُداً من عزلهولم يجرِ الحد على الوليد، فقال الناس:عطّلت الحدود وضربت الشهود(2).2 ـ عطياته الهائلة لبني اُميّة من بيتالمال
بين ليلة وضحاها صارت جماعة من بني اُميّةبفضل خلافة عثمان،1. ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 1/186.
2. السيوطي: تاريخ الخلفاء 104. أبوالفرجالاصبهاني: الاغاني 4/ 188.