6 ـ الخروج على الإمام الجائر
يقول أبو الحسن الأشعري: «والاباضيةلاترى اعتراض الناس بالسيف لكنّهم يرونازالة أئمّة الجور ومنعهم من أن يكونواأئمّة بأيّ شيء قدروا عليه بالسيف أوبغيره»(1).وربّما ينسب إليهم أمر غير صحيح، وهوأنّ«الاباضية لايرون وجوب اقامة الخلافة» (2).
إنّ وجوب الخروج على الإمام الجائر أصليدعمه الكتاب والسنّة النبوية وسيرةأئمّة أهل البيت إذا كانت هناك قدرةومنعة، وهذا الأصل الذي ذهبت إليهالاباضية بل الخوارج عامّة، هو الأصلالعام في منهجهم، ولكن نرى أنّ بعضالكتّاب الجدد من الاباضية الذين يريدونايجاد اللقاء بينهم وبين أهل السنّةيطرحون هذا الأصل بصورة ضئيلة.
يقول علي يحيى معمر: إنّ الاباضية يرونأنّه لابدّ للاُمّة المسلمة من اقامة دولةونصب حاكم يتولّى تصريف شؤونها، فإذاابتليت الاُمّة بأن كان حاكمها ظالماً،فإنّ الاباضية لايرون وجوب الخروج عليهلاسيّما إذا خيف أن يؤدّي ذلك إلى فتنةوفساد أو أن يترتّب على الخروج ضرر أكبرممّا هم فيه، ثم يقول: إذا كانت الدولةالقائمة جائرة وكان في امكان الاُمّةالمسلمة تغييرها بدولة عادلة دون احداثفتن أكبر تضّر بالمسلمين فإنّهم ينبغي(3)لهم تغييرها. أمّا إذ كان ذلك لايتسنّىإلاّ بفتن واضرار فإنّ البقاء مع الدولةالجائرة ومناصرتها في حفظ الثغور ومحاربةأعداء الاسلام، وحفظ
1. الأشعري: مقالات الإسلاميين: 189.
2. علي يحيى معمّر: الاباضية بين الفرقالإسلامية: 2 / 53 ـ 54.
3. إنّ الرجل لتوخّي المماشاة مع أهلالسنّة يعّبر عن مذهبه بلفظ لايوافقه، بلعليه أن يقول مكان «ينبغي» «يجب».