وبذلك تقف على مؤامراته وخططه الشيطانية،حيث كان شعاره منذ أن خالف: يالثارت عثمان.
وقد ردّ الإمام عليه في بعض كتبه إليه وفيبعضها مانصّه:
«قد أكثرت في قتلة عثمان، فادخل فيما دخلالناس، ثم حاكم القوم إليّ، أحْمِلُكوإيّاهم على كتاب الله» (1).
إلى هنا خرجنا بهذه النتيجة أنّ الاُمنيةالكبرى لمعاوية من تسعير نار الحرب، هوالبقاء على السلطة، وتقلّد الخلافةالعامة بعد علي، ولم يكن له أيّ إربة فيمايدعيه، وينشره من أخذ الثأر وغيره، فلزمعندئذ أن نتعرّف على خططه في تلك الحربالطاحنة التي سعّرها بأنانّية.
مخططات معاوية
كانت صحابة النبي الأكرم من أوّل يومتُقلِّد الإمام علي الخلافة، وراءهيؤّيدونه بألسنتهم وأيديهم، إلانفر قليللم يبايعوه وهم لايتجاوزن عدد الأصابع(2)ولم يكن لمعاوية ما كان لعلي من السبق فيالإسلام، والجهاد في سبيل الله، والقرابةالوثيقة من النبي الأكرم، فلم يكن له بدّمن التخطيطات الشيطانية حتى يقف سدّاً فيوجه علي، وإليك تخطيطاته:1ـ الاتصال بعمرو بن العاص
أنّ عمروبن العاص، كان داهية العرب، وقداتّصل به معاوية وكان منحرفاً عن عثمانلأنّه عزله عن ولاية مصر، وولاّها غيره،فلمّا بلغ إليه خبر1. الرضي: نهج البلاغة، قسم الكتب برقم 64.المبرّد: الكامل 1/194.
2. ابن الأثير: الكامل 3/98 وقد ذكر أسماءهم.