إنّ تخطئة التحكيم هو الحجر الأساسلقاطبة الخوارج، وقد اتّخذوه شعاراًأيّام حياة الامام علي (عليه السَّلام)وبعده، والخوارج كلّهم، المتطرّف منهم وغيره، أصفقوا على أنّ قبول التحكيم في حربصفّين كان أمراً مخالفاً للكتاب، وما كانلعلي (عليه السَّلام) أن يُحكِّم الرجال فيموضوع ورد فيه حكم إلهي في مصدرين رئيسيينـ أعني الكتاب والسنّة ـ، وبما أنّاألمحنا إلى الموضوع وأوضحنا حاله في الفصلالثالث تحت عنوان «تحليل لكارثة التحكيم»فنحيل القارئ الكريم إلى ذاك الفصل وقدذكرنا هناك وجوهاً مختلفة يحتملها ذلكالشعار، إلاّ أنّ الإمعان في كتب القوميعرب عن أنّهم لايهدفون منه إلاّ احدالوجهين: