2 ـ في نكاح المشركات
قد تعرّفت على أنّ الخوارج يعدّونمخالفيهم مشركين و كافرين، فعلى قولالأزارقة جماهير المسلمين رجالاً و نساءًمشركون و مشركات، و على قول غيرهم فهمكافرون و كافرات، فحكم تزويج حرائرهم حكمتزويج الوثنيات و الكتابيات، ولأجل ذلكنذكر بعض كلماتهم ثم نعرض المسألة علىالكتاب والسنّة.كتب ابن الأزرق إلى عبد الله بن صفار و عبدالله بن اباص كتاباً جاء فيه:
و قال تعالى (لاَ تَنْكِحُواْالْمُشْرِكَـتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ) فقدحرّم الله ولايتهم و المقام بين أظهرهمواجازة شهادتهم و أكل ذبائحهم و قبول علمالدين عنهم و مناكحتهم و مواريثهم(1).
و قد تقدّم في بيان عقائد الصفريه أنّهنقل عن الضحاك الّذي هو منهم أنّه جوّزتزويج المسلمات من كفّار قومهم في دارالتقيّة دون دار العلانية. و يريد منالمسلمات: الحرائر من الخوارج. ومن «كفّارقومهم»: رجال سائر الفرق الاسلامية.
و يظهر من الخلاف الّذي حدث بينالابراهيمية و الميمونية أنّه يجوز بيعالجارية المؤمنة (الخارجية) من الكفرة أيالمسلمون من سائر الفرق.
هذا ما وقفنا عليه من كلماتهم و نبحث عنالمسألة بكلتي صورتيها:
الاُولى ـ نكاح المشركة:
اتّفق علماء الإسلام على تحريم تزويجالمشركات. قال ابن رشد: «و اتّفقوا علىأنّه لايجوز للمسلم أن ينكح الوثنية لقولهتعالى: (وَلاَ تُمْسِكُواْ
1. الطبري: التاريخ 4 / 438 ـ 440.