بحوث فی الملل والنحل نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
هناك. فبعث إليهم المغيرة جيشاً، قوامه ثلاثةآلاف رجل من نقاوة الشيعة، على رأسهم معقلبن قيس الرياحي التميمي الشيعي، فأرسلمعقل في أثرهم أبا الرواغ الشاكري فيثلاثمائة من الفرسان، فلحقهم حتى أدركهمفي أرض المذار. وحينئذاك استشار أصحابه فيقتالهم أو انتظار قدوم معقل عليه، فاختلفأصحابه بين مؤيّد ومعارض. وأخيراً تنحّىجانباً. ثمّ تقدم معقل في سبعمائة منفرسانه والتقى الخوارج فانهزم كثيرون منأصحابه ولم يثبت سوى معقل وأبي الرواغ فينحو مائتين من الفرسان. ووصلت مؤخّرةالجيش وتوافقوا للقتال. وفي تلك الأثناءجاءت الخوارج الأخبار بأنّ شريك بن الأعورقد أقبل في ثلاثة آلاف من أهل البصرة،فاقترح المستورد على أصحابه أن ينحازواثانية، عن أرض البصرة وأن يعودوا إلى أرضالكوفة، لأن البصريين لايحاربون خارجدائرتهم، فانسحبوا من مواقعهم وتسلّلواإلى أرض الكوفة حتى بلغوا جراجرايا، وقدأصاب حدسُهم، فإنّ البصريين رفضوا اللحاقبهم، فمضى الخوارج في طريقهم وعبروا دجلةونزلوا في ارض بهرسير. وهناك بالقرب منساباط كان اللقاء الحاسم فاشتدّ القتالبين الفريقين، وكادت الدائرة تدور على أهلالكوفة لولا ثبات معقل في عدد من فرسانه،ونجدة أبي الرواغ الذي كان أبعده المستوردعن ساحة المعركة بحيلة حربية، أمّاالمستورد، فإنّه نادى معقلا ودعاهللمبارزة، فحاول أصحابه منعه من ذلك، فأبىوخرج إليه معقل، فاختلفا ضربتين، فقتل كلواحد منهما صاحبه. وكان قد أوصى بالامارةمن بعده إلى عمرو بن محرز ابن شهابالتميمي، الذي أخذ الراية بعد مقتله و حملعلى الخوارج