بحوث فی الملل والنحل نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
«الباب (9) ما روى عن علي بن أبي طالب»: «في التعظيم لله عزّوجلّ ونفي التشبيه لهسبحانه عن الأشباه» قال الربيع: بلغني عن أبي مسعود، عن عثمانبن عبدالرحمن المدني، عن أبي إسحاقوالشعبي قال: كان علي بن أبي طالب يقول فيتمجيد الله عزّوجلّ: الحيُّ القائمُالواحدُ الدائمُ فكَّاك المقادِمِورزّاقُ البهائم، القائمُ بغير منصبة،الدائم بغير غاية، الخالق بغير كلفة،فأعرَفُ العباد به الذي بالحدود لايصفُهُولا بما يوجد في الخلق يتوهّمه، لاتدركهالأبصار وهو يدك الأبصار. «الباب (10) خطبة علي»: قال الربيع: وأخبرنا أبان قال: حدثنا يحيىبن إسماعيل، عن الحارث الهمداني قال: بلغعليّاً أنّ قوماً من أهل عسكره شبّهواالله وأفرطوا، قال: فخطب علي الناسفحمدالله وأثنى عليه ثمّ قال: يا أيّهاالناس اتّقوا هذا العارقة(1) فقالوا: ياأمير المؤمنين وما العارقة؟ قال: الذينيشبّهون الله بأنفسهم، فقالوا: وكيفيشبّهون الله بأنفسهم؟ قال: يضاهئون بذلكقول الذين كفروا من أهل الكتاب إذ قالوا:خلق الله آدم على صورته، سبحانه وتعالىعمّا يقولون، سبحانه وتعالى عمّا يشركون،بل هو الله الواحد الذي ليس كمثله شيء،استخلص الوحدانية والجبروت، وأمضىالمشيئة والارادة والقدرة والعلم بما هوكائن، لامنازع له في شيء، ولاكفؤ لهيعادله، ولاضد له ينازعه، ولاسميّ لهيشبهه، ولامثل له يشاكله، ولاتبدو لهالاُمور، ولاتجري عليه الأحوال، ولا تنزلبه الأحداث، وهو يجري الأحوال وينزّلالأحداث على المخلوقين، لايبلغ الواصفونكنه حقيقته ولايخطر على القلوب مبلغجبروته لأنّه ليس له في