بحوث فی الملل والنحل نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
الإمام المفترض الطاعة(1) فلمّا أرادالمسير إلى الشام جمع من كان حوله منالمهاجرين والأنصار فحمدالله وأثنى عليه،وقال: أمّا بعدُ: فإنّكم ميامين الرأي،ومراجيح الحلم، مقاويل بالحق، مباركوالفعل والأمر، وقد أردنا المسير إلىعدوّنا وعدوّكم فأشيروا علينا برأيكم،فقام هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص، وعمّار بنياسر، وقيس بن سعد بن عبادة، وخزيمة بنثابت، وأبو أيوب الأنصاري يحثّون عليّاً(عليه السَّلام) على قطع جذور الفتنة. فقال عمّار: يا أمير المؤمنين، إن استطعتأن لا تُقيم يوماً واحداً فافعل. اشخص قبلاستعار نار الفجرة، واجتماع رأيهم علىالصدود والفرقة، وادْعهم إلى رشدهم، فإنقبلوا سعدوا، وإن أبوا إلاّ ضربَنا،فوالله إنّ سفك دمائهم والجد في جهادهملقربة عند الله وهو كرامة فيه. وقال سهل بن حنيف: يا أمير المؤمنين، نحنسلم لمن سالمتَ وحرب لمن حاربتَ ورأينارأيك ونحن كف يمينك. إلى كلمات محرّضة وجمل حاثّة إلى الكفاحواخماد النار قبل اشتعالها. فلمّا سمعالإمام هذه الكلم النابعة من صميم الإيمانوالنصح للإسلام، قام خطيباً على منبرهفحمدالله وأثنى عليه ثم قال: سيروا الىأعداء الله، سيروا إلى أعداء السننوالقرآن، سيروا إلى بقية الأحزاب، قتلةالمهاجرين والأنصار (2). يقول المسعودي: كان مسير علي (عليهالسَّلام) من الكوفة إلى صفّين