الفصل السادس
تحرّكاتهم العسكرية بعد صدور رأي الحكمين
ولمّا بلغ الإمام ما حكم به الحكمان منالحكم الجائر، قام خطيباً وقال ألا أنّهذين الرجلين الذين اخترتموهما حكمين، قدنبذا حكم القرآن وراء ظهورهما وأحييا ماأمات القرآن، واتّبع كل واحد منهما هواهبغير هدى من الله، فحكما بغير حجّة بيّنة،ولا سنّة ماضية، و اختلفا في حكمهما، وكلاهما لم يرشدا، فبرئ الله منهما ورسولهوصالح المؤمنين. استعدّوا وتأهّبواللمسير إلى الشام، واصبحوا في معسكركم إنشاء الله، ثم نزل وكتب إلى الخوارج بالنهر:«بسم الله الرحمن الرحيم. من عبدالله عليأميرالمؤمنين إلى زيد بن حصين(1) وعبداللهبن وهب و من معهما من الناس. أمّا بعد فإنّهذين الرجلين الذين ارتضينا حكمهما، قدخالفا كتاب الله، واتّبعا أهواءهما بغيرهدى من الله، فلم يعملا بالسنّة، ولمينّفذا للقرآن حكماً، فبرىء الله ورسوله
1. وهذا الرجل من الذين فرضوا التحكيم علىالإمام و جاء هو مع مسعر بن فدكي بزهاءعشرين ألفاً مقّنعين في الحديد، شاكّيالسلاح، سيوفهم على عواتقهم وقد اسودّتجباههم من السجود... نادوا الامام باسمهلابإمرة المؤمنين: يا علي أجب القوم إلىكتاب الله إذا دُعيت إليه... لاحظ: وقعةصفّين 560 وقد مرّ النصُّ أيضاً.