نتائج الافكار في نجاسة الكفار تقرير ابحاث سماحة آية الله العظمى زعيم الحوزة العلمية الحاج السيد محمد رضا الكلبايكاني مد ظله بقلم سماحة الحجة الشيخ علي الكريمي الجهرمي
(2)
دار القرآن الكريم الطبعة الاولى التاريخ : غره محرم الحرام 1413 ه .ق
(3)
كلمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم كلمة المؤلف الحمد لله الذي من علينا ان هدانا للاسلام - و ما كنا لنهتدي لو لا ان هدانا الله - و طهرنا من ادناس الكفر و عبادة الاوثان و الاصنام التي هى اكبر الجرائم و الآثام و أعظم المعاصي العظام .و أفضل الصلاة و السلام على المبعوث إلى كافة الانام الذي علمنا معالم الحلال ، و على آله الائمة الابرار الكرام ماكر الليالي و الايام و من الآن إلى يوم القيام .و بعد فان أعظم خطر كان يهدد الانسانية منذ بدء الحياة و نشئ الانسان هو خطر الكفر و الالحاد ، و أكبر داء يقضى على سعادة البشر و كيانه هو الشرك ، و الانحراف عن مبدأ حياته ، و اخطر فساد يعترى الكون و هذا النوع ، الغفلة عن الخالق ، و إنكاره ، و اصطناع آلهة دون الله يعبدون .واى خطر أعظم من سقوط الانسان عن سماء عظمة الانسانية إلى حضيض أحط من عالم البهائم التي لا تعقل شيئا واى خسارة أعظم من ابتعاده عن الخالق العظيم و التحاقه بالشياطين و دخوله أبواب الشقاء نار جهنم خالدا فيها ؟ و على هذا الاساس قال الله تبارك و تعالى : " و من يبتغ الاسلام دينا
(4)
فلن يقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين " 1 .و قال أمير المؤمنين عليه السلام ؟ فمن يبتغ الاسلام دينا تتحقق شقوته و تنفصم عروته و تعظم كبوته و يكن مآبه إلى الحزن الطويل و العذاب الوبيل .2 و قد تصدى المكاتب السماوية لمحاربة الاديان الباطلة و المذاهب المفتعلة الواهية التي تجمعها كلمة الكفر ، كى يتخلص الانسان من انياب العقائد السخيفة الهدامة ، و يتشرف بشرف التوحيد ، و الاقبال إلى الله تعالى ، الذي ليس له مثيل و لا عنه بديل ، و من طالع ما جاء به مكتب الوحي حول الكفار و قرره الدين في المنحرفين عن التوحيد ، يرى ان صفة الكفر الخبيثة تستتبع آثارا خطيرة سيئة في الدنيا و الآخرة : اما في الآخرة فهو ما وعد الله تعالى لهم من العقوبات العظيمة و العذاب الدائم ، و قد أقسم الله سبحانه ان يملا جهنم من الكافرين من الجنة و الناس أجمعين ، و يحبسهم في إطباق النار و يعذبهم اشد العذاب .و إليك نبذا من الآيات الكريمة القرآنية الواردة في هذا الشأن : قال الله تعالى : " ان الذين كفروا و ماتوا و هم كفار أولئك عليهم لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ." 3 و قال : " ان الذين كفروا و ماتوا و هم كفار فلن يقبل من أحدهم ملؤ الارض ذهبا و لو افتدى به أولئك لهم عذاب اليم ." 4 و قال : " ان الذين كفروا لو أن لهم ما في الارض جميعا و مثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم و لهم عذاب اليم ، يريدون ان يخرجوا من النار و ما هم بخارجين منها و لهم عذاب مقيم ." 5 1 .سورة آل عمران الآية 85 2 .نهج البلاغة الخطبة 161 3 .سورة البقرة الآية 161 4 .سورة آل عمران الآية 91 .سورة المائدة الآيات 37 - 36
(5)
5 و قال : " و ويل للكافرين من عذاب شديد ." 1 و قال : " انا اعتدنا جهنم للكافرين نزلا ." 2 و قال : " الملك يومئذ الحق للرحمن و كان يوما على الكافرين عسيرا ." 3 و قال : " انا اعتدنا للكافرين سلاسل و اغلالا و سعيرا ." 4 إلى ذلك من الآيات القارعة النازلة في شأن الكافرين في الآخرة و شدة عذابهم و عقوباتهم .و اما في الحياة فقد خذل الله الكفار و الملحدين ، و حرمهم من الكرامات ، و شرع أحكاما للتعامل معهم و الوقاية من شرهم و شقائهم ، كتحريم التناكح بينهم و بين المسلمين ، و منع دفنهم في مقابر المسلمين ، إلى ذلك .و من تلك الاحكام ، الحكم بنجاستهم الذي حمل حكما بالغة ، و اسرارا و مصالح ظاهرة و فوائد مهمة قيمة قال الله الحكيم : " انما المشركون نجس " 5 و أنت تعرف مدى تأثير هذا الحكم في الجوانب المختلفة : السياسية و الثقافية و الاجتماعية .و لا يزال المسلمون في ظلال تعاليم الاسلام السامية يرون الكفار انجاسا يجتنبون مجالستهم و مزاولتهم - الا في حدود ما سمح به الحكم الشرعي - و قد روى عن عمربن عبد العزيز انه كتب : امنعوا اليهود و النصارى من دخول مساجد المسلمين و أتبع نهيه قول الله تعالى : " انما المشركون نجس " الآية 6 و اما اصحابنا الامامية رضوان الله عليهم أجمعين الذين كانوا ممثلى جوهر الاسلام - فقد دأبوا على تطبيق هذا الحكم الشرعي المقدس طوال القرون 1 .سورة إبراهيم الآية 3 2 .سورة الكهف الآية 102 3 .سورة الفرقان الآية 26 4 .سورة الدهر - الانسان - الآية 4 5 .سورة التوبة الآية 28 .مجمع البيان ج 3 ص 20
(6)
6 و الاعصار ، بيد انه وقع نوع اختلاف فنى من بعض العلماء بالنسبة إلى بعض الكفار و هم الكتابيون كما نسب القول بطهارتهم إلى بعض آخرين و ان لم يتحقق ذلك .و نحن لم نعثر على من صرح بطهارة هذه الفرقة منهم ، جزما 1 الا المرجع الكبير الراحل السيد الحكيم قدس الله روحه الطاهرة و نور الله مرقده الشريف فورد في مجلة عربية تحت عنوان : فتاوى تهمك : س 3 - سمعت ان سماحتكم ترون طهارة أهل الكتاب فهل صحيح ذلك ؟ و فى اية حدود ؟ ج - نعم الذي اراه طهارة أهل الكتاب طهارة ذاتية و ان كانت أبدانهم تنجس عرضا بملاقاة النجاسة كالبول و الدم و المنى و غيرها من النجاسات فلو طهر بدنه في الماء طهر و جازت مساورته و لا يتنجس 2 الا ان هذا الرأي مهما كان مستدلا فهو خلاف ما هو المشهور بين الاصحاب قديما و حديثا بل لعله خلاف المجمع عليه بينهم في الاعصار و الامصار .و قد اسهبوا البحث و استقصوا الكلام في نجاسة الكافر مطلقا سواء ا كان كتابيا أو كتابي و استدلوا عليه و شيدوا بنيانه بادلة عديدة و براهين سديدة ، بل و قد الفوا و صنفوا في خصوص الموضوع رسائل مستقلة . 1 .و الا فقد مال إليها بعض آخر ايضا و منهم المحقق الكبير الآخوند الخراساني قدس سره قال في اللمعات النيرة عند ذكر النجاسات : ثامنها الكافر باى سبب من أسبابه و قد استدل على النجاسة باخبار كثيرة واردة في أهل الكتاب و غيرهم .لكنه بعد ذلك قد قوى هو بنفسه اخبار الطهارة الا انه قال اخيرا : و مع ذلك كان الفتوى على خلافهم جسارة و جرأة ، و الاحتياط طريق النجاة انتهى . 2 .رسالة الاسلام عدد 201 3 .منها : ( فصل الخطاب و كنه الصواب ) في نجاسة أهل الكتاب و النصاب لشيخ سليمان بن عبد الله البحرانى م 1121 ، الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 16 ص 233 و منها رسالة في نجاسة ذبائح الكفار و صنايعهم ، للبهائى م 1031 ، الذريعة ج 24 ص 65 و منها رسالة في نجاسة الكافر فارسية مطبوعة لسيد بنده حسن بن سلطان العلماء محمد النقوى م 1295 ألفها في جواب سؤال ورد من لندن فأجاب عنه ، الذريعة . ص 66 و منها رسالة في نجاسة الكافر فارسية مطبوعة لممتاز العلماء . و هي ايضا في الجواب عن السوأل المذكور ، الذريعة . ص 66