نتایج الافکار فی نجاسة الکفار نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نتایج الافکار فی نجاسة الکفار - نسخه متنی

محمدرضا موسوی گلپایگانی؛ مقرر: علی کریمی جهرمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
(14)

اتخذ له مثلا و شريكا ، و هذا مفهوم واسع له جوانب مختلفة و أبعاد متعددة فالشرك مختص بمقام الذات بل يجرى في ناحية الصفات ، و كذا في الافعال كالخلق و الرزق ، و فى العبادة ، حيث انه على وزان التوحيد الذي ينقسم على أربعة أقسام ، و له أربعة معان : توحيد الذات و توحيد الصفات ، و توحيد العبادة ، و توحيد الخلق .

فالمشرك تارة يعتقد الشريك له تعالى في ناحية الذات الذي هو واجب الوجود و يقول بأصلين قديمين بالذات .

و اخرى يقول به في مقام الصفات بان كان يرى صفات الله تعالى زائدة على ذاته .

و ثالثة في مقام العبادة بان يجعل العابد في عبادته نصيبا لغير الله و لو بان يعبد الله لزعمه انه واسطة بينه و بين الله تعالى و مقربه اليه كعبدة الاصنام و الاوثان الذين كانوا يجعلونها و سائل و ذرائع إلى الخالق و قد بينهم الله تعالى في القرآن الكريم بقوله : " و الذين اتخذوا من دونه أوليآء ما نعبد هم الا ليقربونا إلى الله زلفي ان الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون .

" 1 و رابعة بالنسبة إلى مقام الصنع و تدبير النظام و فى مقام الخلق و الرزق بان يسند الخلق أو الافعال الخاصة بالله تعالى إلى غيره ، فإذا أنكر كون الله خالقا لكل المخلوقات فلا بد من ان يسند الخلق إلى غيره سبحانه لعدم إمكان تحقق الممكن و وجوده بدون علته ، و اسناد الخلق إلى غيره تعالى هو اشراك الغير مع الله تعالى في الخلق واقعا ، و نسبة عمل خاص بالله إلى غيره شرك حقيقة سواء أثبته لله تعالى ايضا ام لا ، بل و ان أنكر أصل وجوده تعالى فيجرى عليه حكم المشرك ، و من المعلوم ان هذا المفهوم الواسع العام الذي ذكرناه للمشرك شامل لجميع الكفار

1 .

سورة زمر الآية 3

(15)

أو أكثرهم فيدخل في هذا العنوان : الدهرية و المجوس و اليهود و النصارى و غيرهم بواحد من معانيه و نواحيه .

و ان شئت فقل انه و ان أطلق المشرك لكنه أريد منه الكافر مطلقا و ان لم يطلق عليه المشرك اصطلاحا .

و يؤيد ذلك قوله تعالى : " ان الله لا يغفر ان يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء و من يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما " 1 فقد صرح بانه لا يغفر كبيرة الشرك ، فهل ترى من نفسك ان لا يغفر الله لمن اشرك به و جعل له ندا و نظيرا و لكنه سبحانه يغفر من أنكر أصل وجوده تعالى و لم يعتقد بالصانع و الخالق كالدهرية الذين يقولون : " ما هى الا حياتنا الدينا " 2 ؟ فهو ايضا كمن اشرك بالله و لذا لا نتمسك هنا بالاولوية على ما تمسك به البعض ، فلعلها مستهجنة بل نقول : ان المراد من الشرك هو مطلق الكفر و يكون هو اسما و اصطلاحا لجيمع أصنافه ، و عنوانا مشيرا إليها ، كما يظهر ذلك من التأمل في سياق الآية الكريمة حيث وقعت في ذيل الخطاب بأهل الكتاب ، قال الله تعالى : " يا أيها الذين اوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل ان نطمس وجوها فنردها على ادبارها أو نلعنهم كما لعنا اصحاب السبت و كان امر الله مفعولا ان الله لا يغفر ان يشرك به . " و الحاصل : ان الكفر ذنب لا يغفر اى صنف من أصنافه كان ، و مطلق الكفر على اختلاف اشكاله و مجرد التدين بغير دين الله شرك ، و يترتب عليه احكامه فتارة يحكم على المتصف به بالنجاسة و اخرى بمنع دخول المساجد و ثالثة

1 .

سورة النساء الآية 48 2 .

سورة الجاثية الآية 24 و مثلها قوله تعالى حكاية عن قولهم : " ان هى الا حياتنا الدنيا نموت و نحيا و ما نحن بمبعوثين ، سورة المؤمنون الآية 37 "

(16)

بوجوب مقاتلته ، فترى انه تعالى يقول : " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر و لا يحرمون ما حرم الله و رسوله و لا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون " 1 فانه قد حكم بقتال جميع هذه الاصناف و من له هذه الاوصاف ، فالأَوصاف المذكورة كفر و هي ايضا شرك .

و الحكم بالنجاسة ، و المنع من دخول المسجد ، و وجوب المقاتلة ، و غيرها أحكام مترتبة على الكفر .

و ان شئت زيادة توضيح و تأييد في المقام الفكر في ساير آيات هذه السورة و أمعن النظر في قوله تعالى فيها : " ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر . " 2 فقد ابتدأ بذكر المشركين و وصفهم بقوله : " شاهدين على أنفسهم بالكفر " فلو لم يكن المراد من المشرك هو الكافر لكان اللازم ان يقول : شاهدين على أنفسهم بالشرك ، و على هذا فيستفاد منه ان السبب الوحيد في منع المشركين عن عمارة مساجد الله هو الكفر .

و انظر إلى قوله تعالى : " و قالت اليهود عزير ابن الله و قالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهون قول الذين كفروا قاتلهم الله انى يؤفكون اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله و المسيح بن مريم و ما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون " 3 فان من المعلوم ان هؤلاء الذين ذمهم الله تعالى و عيرهم باتخاذ الاحبار و الرهبان أربابا و لا مهم على ذلك لم يتخذوا الاحبار و الرهبان شركاء لله في ذاته أو في خلقه بل اتخذوهم أربابا في العبادة نظير ما صدر عنهم في مورد المسيح و

1 .

سورة التوبة الآية 29 2 .

سورة التوبة الآية 17 3 .

سورة التوبة الآية 31 - 30

(17)

تشريع الاحكام و تحريم الحلال و تحليل الحرام و قد سمى الله تعالى عملهم شركا و قال : " سبحانه عما يشركون .

" و الحاصل : ان اليهود و النصارى مشركون في صريح القرآن 1 و لذا قال العلامة في التذكرة ج 1 ص 442 في ضمن شرائط الذمة : و لا يظهروا شركهم في عيسى و عزيز انتهى .

و على هذا الجملة فاتخاذ الله في قباله معبودا و مطاعا ايضا شرك ، كما ان اتخاذ الشريك له في ذاته و جعل الا بن و الانداد و الامثال له تعالى شرك .

1 .

قال الفاضل المقداد رضوان الله عليه عند الحكم بتحريم نكاح الكتابية و الاستدلال عليه : انهن مشركات و كل مشركات نكاحهن حرام فنكاح اليهوديات و النصرانيات حرام اما الصغرى فلقوله تعالى : " و قالت اليهود عزير ابن الله و قالت النصري المسيح ابن الله إلى قوله سبحانه : عما يشركون " و اما الكبرى فلقوله تعالى : " و لا تنكحوا المشركات حتى يؤمن " ( سورة البقرة الآية 220 ) و الجمع المعرف بلام الجنس للعموم .

ان قلت : الصغرى ممنوعة اذ لا قائل اليوم من اليهود بذلك بل كان شرذمة و انقرضوا فلا يتناول الحكم الموجودين اليوم .

قلت : الحجة في قوله تعالى لا في قولهم و قد أخبر الله تعالى عنهم بذلك إذا الجمع المحلى باللام للعموم كما تقرر في الاصول إلى آخر كلامه فراجع التنقيح الرائع ج 3 ص 97 أقول : هذا مضافا إلى ان قولهم بالتثليث : الاب و الا بن و روح القدس ، معروف .

و حكى الشيخ محمد عبده عن كتاب اظهار الحق : نقل انه تنصر ثلاثة أشخاص و علمهم بعض القسيسين العقائد الضرورية سيما عقيدة التثليث و كانوا في خدمته فجاء محب من احباء هذا القسيس و سأله عمن تنصر ، فقال : ثلاثة أشخاص تنصروا فسأل هذا المحب : هل تعلموا شيئا من العقائد الضرورية ؟ فقال : نعم ، و طلب واحدا منهم ليرى محبه فسأله عن عقيدة التثليث فقال : انك علمتني ان الآلهة ثلاثة : أحدهم الذي هو في السماء ، و الثاني الذي تولد من بطن مريم العذراء ، و الثالث الذي نزل في صورة الحمامة على الاله الثاني بعد ما صار ابن ثلاثين سنة فغضب القسيس و طرده و قال : هذا مجهول ، ثم طلب الآخر منهم و سأله فقال : انك علمتني ان الآلهة كانوا ثلاثة و صلب واحد منهم فالباقي الاهان فغضب عليه القسيس ايضا و طرده ، ثم الثالث و كان ذكيا بالنسبة إلى الاولين و حريصا في حفظ العقائد فسأله فقال : يا مولاى حفظت ما علمتني حفظا جيدا و فهمت فهما كاملا بفضل السيد المسيح : ان الواحد ثلاثة و الثلاثة واحد و صلب واحد منهم و مات فمات الكل لا جل الاتحاد و لا اله الآن و الا يلزم نفى الاتحاد انتهى راجع المنار ، ج 6 ص 458

(18)

و بعبارة اخرى كما ان المجوس القائلين بفاعلين فاعل الخير المسمى عندهم ب ( يزدان ) و فاعل الشر المسمى عندهم ب ( اهريمن ) و المعتقدين بالنور و الظلمة مشركون ، كذلك من اتخذ الها و معبودا آخر سوى الله يكون مشركا ، و كما يتحقق الشرك بالقول بتعدد واجب الوجود ، كذلك يتحقق بإنكار الله تعالى و جعل ما كان له سبحانه لغيره .

و ان ابيت مع ذلك كله عن قبول كون الثاني من الشرك و التزمت بكونه كفرا في الحقيقة لا شركا فالذي يسهل الخطب هو استعمال الشرك في الكفر و الكفر في الشرك في القرآن الكريم ، و التعبير عن كل واحد منهما بالآخر 1 من باب استعمال اللفظ الموضوع للخاص في العام ، و بالعكس ، و فيما نحن فيه استعمل الشرك في الكفر ، و القرينة القطعية قائمة على إرادة الكفر من الشرك ، و هى عدم مناسبة منع المشرك المصطلح اعنى من اتخذ شريكا لله سبحانه عن دخول المسجد مع تجويز ذلك لمن أنكر الله تعالى و نفاه من اصله و جحد مبدأ الكون رأسا .

و بعبارة اخرى لا ملائمة بين منع المشرك ، و بين اباحته بالنسبة إلى المنكر .

و مما يشهد لاطلاق الشرك على الكفر ما روى عن الفضل : دخل على ابى

1 .

فترى ان الله تعالى يقول : " لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح بن مريم و قال المسيح يا بني إسرائيل اعبد و الله ربي و ربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأويه النار " سورة المائدة الآية 75 ، فقد أطلق الشرك على ما هو كفر اصطلاحا و عبر عنه بالكفر أولا في نفس الآية ، و قال تعالى : " لقد كفر قالوا ان الله ثالث ثلاثة و ما من اله الا اله واحد و ان لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب اليم " سورة المائدة الآية 76 .

ترى انه أطلق الكفر على القول بان الله ثالث ثلاثة الذي هو شرك صريح ، و هذه الآية مشعرة بان الله عند اليهود ثاني اثنين ، قال في الجواهر : و لا خفاء في ان القول بكون الله ثاني اثنين أو ثالث شرك محض و مع ذلك يقول الله تعالى : " ليمسن الذين كفروا منهم عذاب اليم " انتهى .

(19)

جعفر عليه السلام رجل محصور عظيم البطن فجلس معه على سريره فحياه و رحب به فلما قام قال : هذا من الخوارج كما هو قال : قلت : مشرك فقال : مشرك و الله مشرك .

1 ترى ان الامام ابا جعفر عليه السلام أطلق المشرك على هذا الذي كان من الخوارج مع انهم مؤمنون بالله يوحدونه و لا يشركون به شيئا بظاهر حالهم و مقالاتهم و لا يعتقدون في الله شيئا يخالف عقيدتنا بل شعار هم الخاص بهم الذي قالوا تجاه أمير المؤمنين على عليه السلام مخاطبين له : لا حكم الا لله ، هذا .

و لكن الانصاف انه على فرض كون الشرك و الكفر شيئين و ان الاول اخص من الثاني فمجرد إطلاق المشرك على الكافر في بعض الموارد لا يوجب و لا يقتضى ظهور الآية الكريمة ايضا في ذلك .

أللهم الا ان يقال باستفادة ذلك بمناسبة الحكم و الموضوع ، فان العرف إذا سمع قول الله تعالى : انما المشركون نجس ، و قوله تعالى : و قاتلوا المشركين كافة ، يفهم بارتكازه ان ما هو المناط في نجاستهم هو الكفر و ان الملاك في وجوب مقاتلهم ذلك ايضا فحيثما وجد و تحقق هذا المعيار اعنى الكفر يترتب عليه حكم النجاسة و وجوب المقاتلة ، و لا يفهم ان هذين الحكمين اختصا بالمشرك بمعناه الخاص و الا لكان منكر المبدأ خارجا عنه ، و على الجملة فالعرف لا يرى له خصوصية أصلا بل يفهم ان الكافر نجس و يجب مقاتلته و ان هذين الحكمين و كذا هما من الاحكام تجري على كل فرد من افراد الكافر .

نعم قد يحكم الشارع بحكم خاص على صنف خاص من الكفار دون غيره لمصالح خاصة نظير وجوب القتل المختص بالكافر الحربي دون غيره لان حفظ المملكة الاسلامية و كيان المسلمين و إعلاء كلمتهم و سياسة النظام و تدبير

1 .

ذكرى الشيعة للشيخ الشهيد ص 13 ، و ضبط اسم الراوي فضيلا .

(20)

الامور و جريانها تقتضي قتل الحربي دون المتسالم الذي يعطى الجزية ، و من المعلوم ان هذه الاحكام معدودة مضبوطة مستفادة من ادلة خاصة و الا فلا فرق بين أصناف الكفار ، هذا ، و قد فسرت الآية في كلمات المفسرين على نحو ما ذكرناه .

ان قلت : فإذا كان المشركون نجسا لا لخصوصية شركهم بل بملاك كفرهم كما ذكر فما وجه العدول عما هو الملاك التام إلى غيره ؟ و لما ذا لم يقل الله تعالى : انما الكافرون نجس ؟ نقول : لعل ذلك لان الكافر الذي يدخل المسجد الحرام و كان بينه و بين المسلمين ارتباط و مواصلة و يتكاتفون معه في التجارات و ترويج الاسواق و الذى ابتلى به المسلمون كان كافرا خاصا و هو المشرك و اما الآخرون فلم يكن لهم اهتمام بالمسجد بل كانوا - كما تعلم - يأتون بالفيل لهدم أساسه و تخريب بنيانه قال الله سبحانه : " ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل .

" 1 و الحاصل : ان الآية نازلة حسب حوائجهم و ابتلائاتهم و مطابقة لشئونهم و حالاتهم و الا فالكفر بواقعه ملة واحدة في اى صورة و حالة و على اختلاف شعبه و تشتت مناهجه و اغصانه و مهما تغير شكله و تبدلت ألوانه .

و اما ما ترى من قبول الجزية من اليهود و النصارى دون غيرهما من أصناف الكفار فهو لمكان اعترافهم بالله و قبول الانبياء و الكتب السماوية خصوصا بلحاظ احتوائها لاخبار خاتم النبوات فهم لا محالة في معرض الانتباه و الاستبصار ، و ينتظر منهم الرجوع ، و إقبالهم إلى الاسلام و اعتناقهم به بخلاف المشركين و الملحدين فانه لا يظن بهم و لا يرتجى منهم ذلك غالبا .

فالجزية و غيرها من الاحكام الخاصة الاخرى الجارية في خصوص اليهود و النصارى لا

1 .

سورة الفيل الآية 1


/ 37