مبسوط جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
المسبوق قيد ركعته بالسجدة قبل قعود الامام و ذلك مفسد لصلاته .وجه هذه الرواية انه انفرد في موضع لو تكلم فيه امامه كانت صلاته تامة فلا يكون ذلك مفسدا لصلاته بخلاف ما إذا كانت السجدة التي تذكرها سجدة صلبية و هذا لان انتقاض القعدة في حق الامام انما كان بالعود إلى سجدة التلاوة و قد صار هذا المقتدى خارجا عن متابعته قبل ذلك فلا يؤثر ذلك في حقه كالأَمام إذا ارتد بعد السلام حتى بطلت صلاته و لم تبطل صلاة القوم .و لو صلى بقوم الظهر يوم الجمعة ثم راح الامام إلى الجمعة فأدركها انقلب ما أدى نفلا في حقه و بقى فرضا في حق القوم على ما كان و ان تذكر الامام سجود السهو و اقتدى به هذا الرجل قبل أن يعود إليها ففى صحة اقتدائه خلاف معروف بيناه في كتاب الصلاة .و ان كان قد اقتدى به قبل أن يسلم ثم قام و قيد ركعته بالسجدة قبل أن يعود الامام إلى سجدة السهو جازت صلاته و لم يعد إلى متابعته بعد ذلك لان عود الامام إلى السهو يرفع السلام و لا ينقض القعدة و لو نسى سجدة من صلب الصلاة و سجدة من تلاوته حتى سلم فان كان ناسيا لهما لم تفسد صلاته لانه سلم ساهيا و ذلك مفسد لصلاته فيعود و يسجد السجدة الصلبية ثم سجدة التلاوة و ان كان ذاكرا لاحداهما فصلاته فاسدة أما إذا كان ذاكرا للصلبية فسلامه قطع للصلاة لانه تعمد السلام و عليه ركن من أركان الصلاة و ان كان ذاكرا للتلاوة ناسيا للصلبية فكذلك في ظاهر الرواية و عن أبي يوسف رحمه الله تعالى ان صلاته لا تفسد ههنا حين سلم فهو ذاكر لما بقي عليه من ركن الصلاة و فى ظاهر الرواية يقول سلامه هذا قطع لصلاته لانه سلم و هو ذاكر لواجب من واجبات الصلاة محله قبل السلام فيكون سلامه قطعا لا نهاية و بعد قطع الصلاة لا يمكنه أن يبني عليها يوضحه انه لو نسى فأتى بالصلبية فلا بد أن يأتى بسجدة التلاوة أيضا و قد كان ذاكرا لها حين سلم فلا يمكنه أن يأتي بها .و على هذا أيضا لو سلم و عليه سجدة صلبية و قراءة التشهد الاخير و هو ذاكر لهما أو لاحداهما فصلاته فاسدة فلو سلم و عليه سجدة تلاوة و قراءة التشهد و هو ذاكر لهما أو لاحداهما كان سلامه قاطعا أيضا حتى لا يمكنه أن يأتى بهما و لكن لا تفسد صلاته لانه لم يبق عليه شيء من أركانها .فان سها الامام في صلاته فسجد للسهو ثم اقتدى به رجل في القعدة التي بعدها صح اقتداؤه لان الامام في حرمة الصلاة بعد و ليس على الرجل سجود السهو فيما يقضى لانه ما سها و انما يلزمه متابعة الامام فيما أدرك الامام فيه