مبسوط جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
الزكاة بنفسه يتضمن عزل الوكيل فلا يثبت حكمه في حقه قبل العلم به و لانه كان عن قصد و فعل من الموكل فهو كالتصريح بالعزل و نظيره لوكيل بقضاء الدين إذا قضي الموكل بنفسه ثم قضى الوكيل فان علم بأداء الموكل فهو ضامن و الا لم يضمن شيئا أما على رواية الزيادات قال هو مأمور بدفع المال إلى الفقير على وجه يكون صدقة و قربة و أداء الموكل بنفسه لا ينفى هذا المعنى فلا يوجب عزل الوكيل فكان هو في الاداء ممتثلا أمره فلا ضمان عليه سواء علم بأدائه أو لم يعلم بخلاف المأمور بقضاء الدين فانه مأمور بان يملكه ما في ذمته بما يدفع اليه و ذلك لا يتصور بعد قضأ الموكل بنفسه الدين فكان قضاؤه عزلا للوكيل و لكن لا يثبت حكمه في حقه قبل العلم به دفعا للضرر عنه .فاما أبو حنيفة رحمه الله تعالى قال هو مأمور بأداء الزكاة و قد أدى الزكاة فكان مخالفا ضامنا .بيانه ان موجب أداء الزكاة سقوط الفرض عن ذمته و قد سقط بأداء الموكل بنفسه فلا يتصور إسقاطه بأداء الوكيل و كان أداء الموكل عزلا للوكيل من طريق الحكم لفوات المحل و ذلك لا يختلف بالعلم و الجهل كالوكيل ببيع العبد إذا أعتق الموكل العبد انعزل الوكيل علم به أو لم يعلم بخلاف الوكيل بقضاء الدين فانه مأمور بان يجعل المؤدى مضمونا على القابض على ما هو الاصل بأن الديون تقضى بأمثالها و ذلك لا يتصور بعد أداء الموكل فلم يكن أداؤه .وجبا عزل الوكيل حكماء يوضح الفرق أن هناك لو لم نوجب الضمان على الوكيل لجهله باداء الموكل لا يلحق الموكل فيه ضرر فانه يتمكن من استرداد المقبوض من القابض و يضمنه ان كان هالكا وهنا لو لم نوجب الضمان أدى إلى إلحاق الضرر بالموكل لانه لا يتمكن من استرداد الصدقة من الفقير و لا تضمينه و الضرر مدفوع فلهذا أوجبنا الضمان بكل حال ( قال ) رجل دفن ماله في بعض بيوته فنسيه حتى مضى على ذلك سنون ثم تذكر فعليه الزكاة لما مضى بخلاف ما إذا دفنه في الصحراء لان البيت حرز فالمدفون فيه يكون في يده حكما و قيام الملك و اليد يمنع أن يكون المال تاوبا فأما الصحراء فليس بحرز فانعدم به يده حين عدم طريق الوصول اليه و هو العلم فكان تاويا .يوضحه أن المدفون في بيته يتيسر طريق الوصول اليه بنبش كل جانب منه بخلاف المدفون في الصحراء و كذلك لو أودعه عند إنسان ثم نسيه ان كان المودع من معارفه فعليه الزكاة لما مضى ان تذكره و ان كان ممن لا يعرفه فلا زكاة عليه فيما مضى لما بينا من تيسر الوصول اليه و تعذره و الله سبحانه و تعالى أعلم بالصواب