مبسوط جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
و قد ارتفع هذا المعنى بعده فكل طائفة يتمكنون من أداء الصلاة بإمام على حدة فلا يجوز لهم أداؤها بصفة الذهاب و المجئ ( و حجتنا ) في ذلك ان الصحابة أقاموها بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم روى ذلك عن سعد بن أبى وقاص و أبى عبيدة بن الجراح و أن سعيد ابن العاص سأل عنها أبا سعيد الخدرى فعلمه فأقامها و سببه و هو الخوف يتحقق بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم كما كان في حياته و لم يكن ذلك لنيل فضيلة الصلاة خلفه فترك المشي واجب في الصلاة و لا يجوز ترك الواجب لاحراز الفضيلة ثم الآن يحتاجون إلى إحراز فضيلة تكثير الجماعة فانها كلما كانت أكثر فهي أفضل و قوله و إذا كنت فيهم معناه أنت أو من يقوم مقامك في الامامة كما في قوله خذ من أموالهم صدقة و قد يكون الخطاب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا يختص هو به كما في قوله تعالى يا أيها النبي إذا طلقتم النساء و الثاني و هو انه لا ينتقص عدد الركعات بسبب الخوف عندنا و كان ابن عباس رضى الله عنه يقول صلاة المقيم أربع ركعات و صلاة المسافر ركعتان و صلاة الخوف ركعة و به أخذ بعض العلماء و استدل بما روى أن النبي عليه الصلاة و السلام صلى صلاة الخوف في غزوة ذات الرقاع بكل طائفة ركعة فكانت له ركعتان و لكل طائفة ركعة و تأويل هذا عندنا و لكل طائفة ركعة مؤداة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و ركعة أخرى صلوها وحدهم و الثالث في صفة صلاة الخوف فالمذهب عندنا أن يجعل الامام الناس طائفتين فيصلى بالطائفة الاولى ركعة فإذا رفع رأسه منها ذهبوا فوقفوا بازاء العدو و جاءت الطائفة الاخرى فيصلى بهم ركعة و يسلم ثم ذهبوا فوقفوا بازاء العدو و جاءت الطائفة الاولى فيتمون صلاتهم بلا قراءة ثم ذهبوا و جاءت الطائفة الاخرى فيصلون الركعة الاولى بقراءة و هكذا روى ابن مسعود رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه و سلم جعل الناس طائفتين فصلى بكل طائفة ركعة و قضت كل طائفة ركعة أخرى و هكذا روى سالم عن ابن عمر رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه و سلم صلى صلاة الخوف بالطائفتين بهذه الصفة و كان ابن أبى ليلي يقول إذا كان العدو في ناحية القبلة جعل الناس صفين و افتتح الصلاة بهم جميعا فإذا ركع الامام ركعوا معه و إذا سجد الامام سجد معه الصف الاول و الصف الثاني قيام يحرسونهم و إذا رفعوا رؤوسهم سجد الصف الثاني و الصف الاول قعود يحرسونهم فإذا رفعوا رؤوسهم سجد الامام السجدة الثانية