مبسوط جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
و قال الشافعي رضى الله عنه لا يخمر رأسه و استدل بما روى ان أعرابيا محرما وقصت به ناقته في أخافين جردان فاندقت عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تخمروا وجهه و لا رأسه فانه يبعث يوم القيامة ملبيا أو قال ملبدا و لانه مات و هو مشغول بعبادة لها أثر فيبقى عليه ذلك الاثر كالغازي إذا استشهد ( و لنا ) حديث عطاء أن النبي صلى الله عليه و سلم سئل عن محرم مات فقال خمروا رأسه و وجهه و لا تشبهوه باليهود و سئلت عائشة رضى الله عنها عن ذلك فقالت اصنعوا به ما تصنعون بموتاكم و ان عبد الله بن عمر رضى الله عنهما لما مات ابنه واقد و هو محرم كفنه و عممه و حنكه و قال لو لا أنا محرمون لحنطناك يا واقد و لان إحرامه قد انقطع بموته و قال عليه الصلاة و السلام إذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث و الاحرام ليس منها فينقطع بالموت و لهذا لا يبنى المأمور بالحج على إحرامه و التحق بالحلال و إذا جاز أن يخمر رأسه و وجهه باللبن و التراب فكذلك بالكفن و حديث الاعرابى تأويله أن النبي عليه الصلاة و السلام عرف بطريق الوحي خصوصيته ببقاء إحرامه بعد موته و قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخص بعض أصحابه بأشياء ( قال ) و من قتل من أهل العدل في محاربة أهل البغي فهو شهيد لا يغسل لان المحاربة معهم مأمور بها قال الله تعالى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله فالمقتول في هذه المحاربة باذل نفسه لابتغاء مرضات الله كالمقتول في محاربة المشركين .و لما قاتل على رضي الله تعالى عنه أهل النهروان لم يغسل من استشهد من أصحابه و لم يذكر في الكتاب أن من قتل من أهل البغي ماذا يصنع به .و روى المعلى عن أبى يوسف و محمد رحمهما الله تعالي انه لا يغسل و لا يصلى عليه و قال الشافعي رضي الله تعالى عنه يغسل و يصلى عليه لانه مسلم قال الله تعالى و ان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا الآية و لكنه مقتول بحق فهو كالمقتول رجما أو في قصاص ( و لنا ) حديث على رضى الله تعالى عنه انه لم يغسل أهل النهروان و لم يصل عليهم فقيل له أكفارهم قال لا و لكنهم اخواننا بغوا علينا أشار إلى أن ترك الغسل و الصلاة عليهم عقوبة لهم ليكون زجرا لغيرهم و هو نظير المصلوب يترك على خشبته عقوبة له و زجرا لغيره ( قال ) و إذا أغار أهل الحرب على قرية من قرى المسلمين فقتلوا الرجال و النساء و الصبيان فلا خلاف أنه لا يغسل النساء كما لا يغسل الرجال لانهن مخاطبات يخاصمن يوم القيامة من قتلهن فيبقى عليهن أثر الشهادة ليكون شاهدا