مبسوط جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
و من العلماء من قال يصلى عليهم ترجيحا للمسلمين على الكفار و ينوى من يصلى عليهم المسلمين لانه لو قدر على التمييز فعلا فعل فإذا عجز عنه ميز بالنية و على قول الشافعي رضى الله عنه يستعمل التحري فيصلى على من وقع في أكبر رأيه انه مسلم و هي مسألة التحري و لم يبين في الكتاب أى موضع يدفنون فقال بعض مشايخنا إذا لم يصلى عليهم دفنوا في مقابر المشركين و قال بعضهم يتخذ لهم مقبرة على حدة وأصل الاختلاف في نصرانية تحت مسلم حبلت ثم ماتت و في بطنها ولد مسلم اختلف الصحابة أنها في أى موضع تدفن فرجح بعضهم جانب الولد و قال تدفن في مقابر المسلمين و بعضهم جانبها فان الولد في حكم جزء منها ما دام في البطن و قال تدفن في مقابر المشركين .و قال عقبة بن عامر رحمه الله تعالى تتخذ لها مقبرة على حدة ( قال ) و لا بأس بأن يغسل المسلم أباه الكافر إذا مات و يدفنه لما بينا أن الغسل سنة الموتى من بني آدم و هو مع كفره منهم و الولد المسلم مندوب إلى بر والده و ان كان مشركا قال الله تعالى و وصينا الانسان بوالديه حسنا و المراد به الوالد المشرك بدليل قوله تعالى و ان جاهداك على أن تشرك بي الآية و من الاحسان و البر في حقه القيام بغسله و دفنه بعد موته و لما مات أبو طالب جاء على رضى الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ان عمك الضال قد مات فقال اذهب فغسله و كفنه و و اره و لا تحدث حدثا حتى تلقاني فلما رجعت اليه دعا لي بدعوات ما أحب أن يكون لي بها حمر النعم .و قال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى سأل رجل ابن عباس رضى الله عنه فقال ان أمى ماتت نصرانية فقال غسلها و كفنها و ادفنها و أن الحارث بن أبى ربيعة ماتت أمه نصرانية فتبع جنازتها في نفر من الصحابة و انما يغسل الكافر كما تغسل النجاسات بإفاضة الماء عليه و لا يوضأ وضوء الصلاة كما يفعل بالمسلم لانه كان لا يتوضأ في حياته و كذلك كل ذي رحم محرم منه و انما يقوم بذلك إذا لم يكن هناك من يقوم به من المشركين فإذا كان خلى المسلم بينه و بينهم ليصنعوا به ما يصنعون بموتاهم و لم يبين أن الابن المسلم إذا كان هو الميت هل يمكن أبوه الكافر من القيام بغسله و تجهيزه و ينبغي أن لا يمكن من ذلك بل يفعله المسلمون لان اليهودي لما آمن برسول الله صلى الله عليه و سلم عند موته ما قام رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى مات ثم قال لاصحابه لوا أخاكم و لم يخل بينه و بين والده اليهودي و يكره أن يدخل الكافر قبر أبنه من المسلمين لان الموضع الذي فيه الكافر ينزل فيه السخط و اللعنة فينزه قبر المسلم من ذلك و انما يدخل قبره المسلمون