مبسوط جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
قد عرفا أن المشي خلفها أفضل و لكنهما أرادا أن ييسرا الامر على الناس معناه ان الناس يتحرزون عن المشي أمامها فلو اختار المشي خلفها لضاق الطريق على من يشيعها .و قال ابن مسعود رضى الله تعالى عنه فضل المشي خلف الجنازة على المشي أمامها كفضل المكتوبة على النافلة و لان المشي خلفها أوعظ فانه ينظر إليها و يتفكر في حال نفسه فيتعظ به و ربما يحتاج إلى التعاون في حملها فإذا كانوا خلفها تمكنوا من التعاون عند الحاجة فذلك أفضل و الشفيع انما يتقدم من يشفع له للتحرز عن تعجيل من تطلب منه الشفاعة بعقوبة من يشفع له حتى يمنعه من ذلك إذا عجل به و ذلك لا يتحقق ههنا ( قال ) و إذا وضعت الجنازة على الارض عند القبر فلا بأس بالجلوس به أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحابه حين كانوا قياما معه على رأس قبر فقال يهودى هكذا نصنع بموتانا فجلس و قال لاصحابه خالفوهم و انما يكره الجلوس قبل أن توضع عن مناكب الرجال فربما يحتاجون إلى التعاون قبل الوضع و إذا كانوا قياما أمكن التعاون و بعد الوضع قد وقع الاستغناء عن ذلك و لانهم انما حضروا اكراما له فالجلوس قبل أن يوضع عن المناكب يشبه الازدراء و الاستخفاف به و بعد الوضع لا يؤدى إلى ذلك ( قال ) و حمل الرجال جنازة الصبي أحب إلى من حملها على الدابة لان في حملها على الدابة تشبيها لها بحمل الاثقال و فى حملها على الايدي اكرام للميت و الصغار من بني آدم مكرمون كالكبار ( قال ) و من ولد ميتا لا يغسل و لا يصلى عليه و فى غسله اختلاف في الروايات فروى عن أبى يوسف رحمه الله تعالى أنه يغسل و يسمى و لا يصلى عليه هكذا ذكره الطحاوي رحمه الله تعالى و عن محمد رحمه الله تعالى أنه لا يغسل و لا يسمى و لا يصلى عليه هكذا ذكره الكرخي و وجه هذا أن المنفصل ميتا في حكم الجزء حتى لا يصلى عليه فكذلك لا يغسل و وجه ما اختاره الطحاوي ان المولود ميتا نفس مؤمنة و من النفوس من يغسل و لا يصلى عليه و أكثر ما فيه أنه في حكم الجزء من وجه و فى حكم النفس من وجه فلاعتبار الشبهين قلنا يغسل اعتبارا بالنفوس و لا يصلى عليه اعتبارا بالاجزاء .و ان ولد حيا ثم مات صنع به مايصنع بالموتى من المسلمين لانه نفس مؤمنة من كل وجه حين انفصل حيا ( قال ) و إذا قتل الرجل شهيدا و هو جنب غسل عند أبى حنيفة رضى الله عنه و لم يغسل عندهما قالا صفة الشهادة تنحقق مع الجنابة و هي مانعة من غسله لا بقاء أثر الشهادة عليه و حنظلة بن عامر إنما غسلته الملائكة عليهم السلام اكراما له