مبسوط جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
اللفظ و قالوا انما يستعمل في القمر لفظ الخسوف قال الله تعالى فإذا برق البصر و خسف القمر و لكنا نقول الخسوف ذهاب دائرته و الكسوف ذهاب ضوئه دون دائرته فانما أراد محمد هذا النوع بذكر الكسوف ثم الصلاة فيها فرادى لا بجماعة لان كسوف القمر بالليل فيشق على الناس الاجتماع و ربما يخاف الفتنة و لم ينقل أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى فيها بالجماعة و الاصل في التطوعات ترك الجماعة فيها ما خلا قيام رمضان لاتفاق الصحابة عليه و كسوف الشمس لورود الاثر به .ألا ترى أن ما يؤدى بالجماعة من الصلاة يؤذن لها و يقام و لا يؤذن للتطوعات و لا يقام فدل أنها لا تؤدى بالجماعة ( قال ) و لا يجهر بالقراءة في صلاة الجماعة في كسوف الشمس في قول أبى حنيفة رضى الله عنه و يجهر بها في قول أبى يوسف رحمه الله و قول محمد رحمه الله تعالى مضطرب وجه قول أبى يوسف رحمه الله تعالى حديث علي رضى الله عنه أنه جهر بالقراءة في صلاة الكسوف و لانها صلاة مخصوصة تقام بجمع عظيم فيجهر فيها بالقراءة كالجمعة و العيدين .وجه قول أبى حنيفة رضي الله عنه حديث ابن عباس و سمرة بن جندب رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يسمع منه حرف من قراءته في صلاة الكسوف و لانها صلاة النهار و فى الحديث صلاة النهار عجماء أى ليس فيها قراءة مسموعة و تأويل حديث علي رضى الله عنه أنه وقع اتفاقا أو تعليما للناس أن القراءة فيها مشروعة ( قال ) و لا يصلى الكسوف في الاوقات الثلاثة التي تكره فيها الصلاة لانها تطوع كسائر التطوعات ( قال ) و لا صلاة في الاستسقاء انما فيها الدعاء في قول أبى حنيفة و أبى يوسف رحمهما الله تعالى و قال محمد رحمه الله تعالى يصلى فيها ركعتين بجماعة كصلاة العيد الا أنه ليس فيها تكبيرات كتكبيرات العيد و هو رواية بشر بن غياث عن أبى يوسف رحمهما الله تعالى .و قال الشافعي رضى الله عنه فيها تكبيرات كتكبيرات العيد لحديث ابن عباس رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى بالجماعة في الاستسقاء ركعتين و فى حديث عبد الله بن عامر بن ربيعة رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى فيها ركعتين كصلاة العيد و لابي حنيفة قوله تعالى استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا فانما أمرنا بالاستغفار في الاستسقاء بدليل أنه قال يرسل السماء عليكم مدرارا و فى حديث أنس رضى الله عنه أن الاعرابى لما سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يستسقى و هو على المنبر رفع يديه يدعو فما نزل عن المنبر حتى نشأت سحابة فمطرنا إلى الجمعة القابلة