مبسوط جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
الحديث و أن عمر رضى الله عنه خرج للاستسقاء فما زاد على الدعاء فلما قيل له في ذلك قال لقد استسقيت لكم بمجاريح السماء التي يستنزل بها المطر و روى أنه خرج بالعباس رضى الله عنه فأجلسه على المنبر و وقف بجنبه يدعو و يقول أللهم أنا نتوسل إليك بعم نبيك صلى الله عليه و سلم و دعا بدعاء طويل فما نزل عن المنبر حتى سقوا فدل أن في الاستسقاء الدعاء و هو الاستغفار و الاثر الذي نقل أنه صلى فيها صلى الله عليه و سلم شاذ فيما تعم به البلوى و ما يحتاج الخاص و العام إلى معرفته لا يقبل فيه شاذ و هذا مما تعم به البلوى في ديارهم ثم عند محمد رحمه الله تعالى يخطب الامام بعد الصلاة نحو الخطبة في صلاة العيد و عن أبى يوسف أنه يخطب خطبة واحدة لان المقصود الدعاء فلا يقطعها بالجلسة و قد ورد بكل واحد منهما أثر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان الزهرى يقول يخطب قبل الصلاة و هو قول مالك رضى الله عنه و قد ورد به حديث و لكنه شاذ فإذا مضى صدر من خطبته قلب رداءه وصفته ان كان مربعا جعل أعلاه أسفله و ان كان مدورا جعل الجانب الايمن على الجانب الايسر و قد ورد به حديث أن النبي صلى الله عليه و سلم فعله و لا تأويل له سوى أن يقال تغير الهيئة ليتغير الهواء و لا بأس بأن يعتمد في خطبته على عصا و ان يتنكب قوسا به ورد الاثر و هذا لان خطبته تطول فيستعين بالاعتماد على عصا و إذا قلب الامام رداءه لم يقلب الناس أرديتهم الا على قول مالك رضى الله تعالى عنه .و قد روى أن الناس فعلوا ذلك حين فعله رسول الله صلى عليه و سلم و لم ينكر عليهم و به أخذ مالك .و تأويله انهم اقتدوا به على ظن انها سنة كما خلعوا نعالهم حين خلع نعليه في الصلاة لم يأمرهم به رسول الله صلى الله عليه و سلم و ما يكون من سنة الخطبة يأتى به الخطيب دون القوم كالقيام و عن أبى يوسف رضى الله تعالى عنه قال ان شاء رفع يديه في الدعاء و ان شاء أشار باصبعه لان رفع اليد عند الدعاء سنة جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يدعو بعرفات باسطا يديه كالمتضرع المسكين و انما يخرجون في الاستسقاء ثلاثة أيام لم ينقل أكثر من ذلك و لا يخرجون المنبر فيها كما بينا في صلاة العيد ( قال ) و لا يخرج أهل الذمة في الاستسقاء .و قال مالك رضى الله تعالى عنه ان خرجوا لم يمنعوا من ذلك و قد ورد به أثر انهم خرجوا في عهد بعض الخلفاء مع المسلمين فلم يمنعوا من ذلك و لكنا نقول انما يخرج الناس للدعاء و ما دعاء الكافرين الا في ضلال و لانهم بالخروج يستنزلون الرحمة و ما ينزل على الكفار الا اللعن