سنه 278
ابو العباس صوت الأقفال تكسر قال: ليسيريد هؤلاء الا نفسي.
و أخذ سيفا كان عنده، فاستله، و قعدمستوفزا و السيف في حجره، و قال لي: تنحأنت، و الله لا وصلوا الى و في شيء منالروح قال: فلما فتح الباب كان أول من دخلعليه وصيف موشكير- و هو غلام ابى العباس-فلما رآه رمى السيف من يده، و علم انهم لميقصدوا الا الخير، فاخرجوه حتى أقعدوه عندابيه، و هو بعقب غشيته فلما فتح ابو احمدعينيه، و افاق رآه، فأدناه و قربه و وافىالمعتمد- ذلك اليوم الذى وجه اليه في حمله،و هو يوم الجمعه نصف النهار قبل صلاهالجمعه- مدينه السلام، لتسع خلون من صفر، ومعه ابنه جعفر المفوض الى الله ولى العهد وعبد العزيز و محمد و إسحاق بنوه، فنزل علىابى الصقر ثم بلغ أبا الصقر ان أبا احمد لميمت، فوجه اسماعيل بن إسحاق يتعرف لهالخبر، و ذلك يوم السبت و جمع ابو الصقرالقواد و الجند، و شحن داره و ما حولهابالرجال و السلاح، و من داره الى الجسركذلك، و قطع الجسرين، و وقف قوم على الجسرفي الجانب الشرقى يحاربون اصحاب ابىالصقر، فقتل بينهم قتلى، و كانت بينهمجراحات.
و كان ابو طلحه أخو شركب مع اصحابه مقيمينبباب البستان، فرجع اسماعيل، فاعلم أباالصقر ان أبا احمد حي، فكان أول من مضىاليه من القواد محمد بن ابى الساج، عبر مننهر عيسى، ثم جعل الناس يتسللون، منهم منيعبر الى باب ابى احمد، و منهم من يرجع الىمنزله، و منهم من يخرج من بغداد، فلما راىابو الصقر ذلك، و صحت عنده حياه ابى احمد،انحدر هو و ابناه الى دار ابى احمد، فماذاكره ابو احمد شيئا مما جرى، و لا ساء لهعنه و اقام في دار ابى احمد.
فلما راى المعتمد انه قد بقي في الداروحده، نزل هو و بنوه و بكتمر، فركبوازورقا، ثم لقيهم طيار ابى ليلى بن عبدالعزيز بن ابى دلف، فحملهم في طيارة، و مضىبهم الى داره، و هي دار على بن جهشياربرأس