سنه 271
و فيها كانت بين ابى العباس بن الموفق وبين خمارويه بن احمد بن طولون وقعهبالطواحين، فهزم ابو العباس خمارويه،فركب خمارويه حمارا هاربا منه الى مصر، ووقع اصحاب ابى العباس في النهب و نزل ابوالعباس مضرب خمارويه، و لا يرى انه بقي لهطالب، فخرج عليه كمين لخمارويه كان كمنهلهم خمارويه، و فيهم سعد الاعسر و جماعه منقواده و اصحابه، و اصحاب ابى العباس قدوضعوا السلاح و نزلوا فشد كمين خمارويهعليهم فانهزموا، و تفرق القوم، و مضى ابوالعباس الى طرسوس في نفر من اصحابه قليل، وذهب كل ما كان في العسكرين، عسكر ابىالعباس و عسكر خمارويه من السلاح و الكراعو الأثاث و الأموال، و انتهب ذلك كله، وكانت هذه الوقعه يوم السادس عشر من شوال منهذه السنه- فيما قيل.
و فيها وثب يوسف بن ابى الساج- و كان والىمكة- على غلام للطائى يقال له بدر، و خرجواليا على الحاج فقيده، فحارب ابن ابىالساج جماعه من الجند، و أغاثهم الحاج،حتى استنقذوا غلام الطائي، و أسروا ابنابى الساج، فقيد و حمل الى مدينه السلام، وكانت الحرب بينهم على أبواب المسجدالحرام.
و فيها خربت العامه الدير العتيق الذىوراء نهر عيسى، و انتهبوا كل ما كان فيه منمتاع، و قلعوا الأبواب و الخشب و غير ذلك،و هدموا بعض حيطانه و سقوفه، فصار اليهمالحسين بن اسماعيل صاحب شرطه بغداد من قبلمحمد بن طاهر، فمنعهم من هدم ما بقي منه، وكان يتردد اليه أياما هو و العامه، حتىيكاد يكون بين اصحاب السلطان و بينهمقتال، ثم بنى ما كانت العامه هدمته بعدايام، و كانت اعاده بنائه- فيما ذكر- بقوةعبدون بن مخلد، أخي صاعد بن مخلد.
و حج بالناس في هذه السنه هارون بن محمد بنإسحاق بن عيسى بن موسى العباسي.