سنه 281
خلق كثير، ثم خرج الى الموصل عامدا لقلعهماردين، و كانت في يد حمدان ابن حمدون،فلما بلغه مجيء المعتضد هرب و خلف ابنهبها، فنزل عسكر المعتضد على القلعة،فحاربهم من كان فيها يومهم ذلك، فلما كانمن الغد ركب المعتضد، فصعد القلعة حتى وصلالى الباب، ثم صاح: يا بن حمدون، فأجابه:لبيك! فقال له: افتح الباب، ويلك! ففتحه،فقعد المعتضد في الباب، و امر من دخل فنقلما في القلعة من المال و الأثاث، ثم امربهدمها فهدمت، ثم وجه خلف حمدان بن حمدون،فطلب أشد الطلب، و أخذت اموال كانت لهمودعه، و جيء بالمال الى المعتضد، ثم ظفربه ثم مضى المعتضد الى مدينه يقال لهاالحسنيه، و فيها رجل يقال له شداد، في جيشكثيف، ذكر انهم عشره آلاف رجل، و كان لهقلعه في المدينة فظفر به المعتضد، فأخذهفهدم قلعته.
و فيها ورد الخبر من طريق مكة انه أصابالناس في المصعد برد شديد و مطر جود و برداصيب فيه اكثر من خمسمائة انسان و في شوالمنها غزا المسلمون الروم، فكانت بينهمالحرب اثنى عشر يوما، فظفر المسلمون وغنموا غنيمه كثيره و انصرفوا.