سنه 282
و اغذ وصيف موشكير السير في طلب حمدان، وكان قد صار بموضع يعرف بباسورين بين دجلة ونهر عظيم، و كان الماء زائدا، فعبر اصحابوصيف اليه و نذر بهم، فركب و اصحابه ودافعوا عن انفسهم، حتى قتل اكثرهم، فالقىحمدان نفسه في زورق كان معدا له في دجلة، ومعه كاتب له نصرانى يسمى زكرياء بن يحيى، وحمل معه مالا، و عبر الى الجانب الغربي مندجلة من ارض ديار ربيعه، و قدر اللحاقبالاعراب لما حيل بينه و بين اكراده الذينفي الجانب الشرقى، و عبر في اثره نفر يسيرمن الجند فاقتصوا اثره، حتى أشرفوا علىدير كان قد نزله، فلما بصر بهم خرج منالدير هاربا و معه كاتبه، فألقيا أنفسهمافي زورق، و خلفا المال في الدير، فحمل الىالمعتضد، و انحدر اصحاب السلطان في طلبهعلى الظهر و في الماء، فلحقوه، فخرج عنالزورق خاسرا الى ضيعه له بشرقى دجلة،فركب دابه لوكيله، و سار ليله اجمع الى انوافى مضرب إسحاق بن أيوب في عسكر المعتضد،مستجيرا به، فاحضره إسحاق مضرب المعتضد، وامر بالاحتفاظ به، و بث الخيل في طلبأسبابه، فظفر بكاتبه و عده من قراباته وغلمانه، و تتابع رؤساء الأكراد و غيرهم فيالدخول في الامان، و ذلك في آخر المحرم منهذه السنه.
[أخبار متفرقة]
و في شهر ربيع الاول منها قبض على بكتمر بنطاشتمر، و قيد و حبس، و قبض ماله و ضياعه ودوره.و فيها نقلت ابنه خمارويه بن احمد الىالمعتضد لاربع خلون من شهر ربيع الآخر، ونودى في جانبي بغداد الا يعبر احد في دجلةيوم الأحد، و غلقت أبواب الدروب التي تلىالشط، و مد على الشوارع النافذة الى دجلةشراع، و وكل بحافتى دجلة من يمنع ان يظهروافي دورهم على الشط.
فلما صليت العتمه وافت الشذا من دارالمعتضد، و فيها خدم معهم الشمع، فوقفوابإزاء دار صاعد، و كانت اعدت اربع حراقاتشدت مع دار صاعد، فلما جاءت الشذا احدرتالحراقات، و صارت الشذا بين ايديهم، واقامت الحره يوم الاثنين في دار المعتضد،و جليت عليه يوم الثلاثاء لخمس خلون