سنه 283
على المنبر بمدينه السلام في مسجدجامعها، بان عمر بن عبد العزيز بن ابى دلفصار الى بدر و عبيد الله بن سليمان فيالامان يوم السبت لثلاث بقين من شعبانسامعا مطيعا منقادا لأمير المؤمنين،مذعنا بالطاعة و المصير معهما الى بابه، وان عبيد الله بن سليمان خرج اليه فتلقاه، وصار به الى مضرب بدر، فاخذ عليه و على اهلبيته و اصحابه البيعه لأمير المؤمنين، وخلع عليه بدر و على الرؤساء من اهل بيته، وانصرفوا الى مضرب قد اعد لهم، و كان قبلذلك قد دخل بكر بن عبد العزيز في الامانعلى بدر و عبيد الله بن سليمان، فولياه عملأخيه عمر، على ان يخرج اليه و يحاربه، فلمادخل عمر في الامان قالا لبكر: ان اخاك قددخل في طاعه السلطان، و انما كنا وليناكعمله على انه عاص، و الان فأمير المؤمنيناعلى عينا فيما يرى من أمركما، فامضيا الىبابه.
و ولى عيسى النوشرى أصبهان، و اظهر انه منقبل عمر بن عبد العزيز، فهرب بكر بن عبدالعزيز في اصحابه، فكتب بذلك الى المعتضد،فكتب الى بدر يأمره بالمقام بموضعه الى انيعرف خبر بكر و ما اليه يصير امره، فأقام وخرج الوزير عبيد الله بن سليمان الى ابىمحمد على بن المعتضد بالري، و لحق بكر بنعبد العزيز بن ابى دلف بالاهواز، فوجهالمعتضد في طلبه وصيفا موشكير، فخرج منبغداد في طلبه حتى بلغ حدود فارس، و قد كانلحقه- فيما ذكر- و لم يواقعه، و باتا، كلواحد منهما قريب من صاحبه، فارتحل بكربالليل فلم يتبعه وصيف، و مضى بكر الىأصبهان، و رجع وصيف الى بغداد، فكتبالمعتضد الى بدر يأمره بطلب بكر و عربه،فتقدم بدر الى عيسى النوشرى بذلك، فقالبكر بن عبد العزيز:
عنى ملامك ليس حين ملام
طارت غيايات الصبا عن مفرفى
و مضى أوانشراستى و عرامى
هيهات احدثزائدا للوام
و مضى أوانشراستى و عرامى
و مضى أوانشراستى و عرامى