سنه 284
و الرذانين و قعد للخصوم في هذا اليوم فيالمسجد الجامع، و مكثت مدينه ابى جعفر منلدن مات ابن ابى الشوارب الى ان وليها ابوعمر بغير قاض، و ذلك خمسه اشهر و اربعهايام.
و في يوم الأربعاء لثلاث عشره خلت منه فيهذه السنه، أخذ خادم نصرانى لغالبالنصراني متطبب السلطان يقال له وصيف،فرفع الى الحبس، و شهد عليه انه شتم النبي(ص) فحبس، ثم اجتمع من غد هذا اليوم ناس منالعامه بسبب هذا الخادم، فصاحوا بالقاسمبن عبيد الله، و طالبوه باقامه الحد عليهبسبب ما شهد عليه، فلما كان يوم الأحدلثلاث عشره بقيت منه اجتمع اهل باب الطاقالى قنطره البردان و ما يليها من الاسواق،و تداعوا، و مضوا الى باب السلطان، فلقيهمابو الحسين ابن الوزير، فصاحوا به،فاعلمهم انه قد انهى خبره الى المعتضد،فكذبوه و اسمعوه ما كره، و وثبوا باعوانه ورجاله حتى هربوا منهم، و مضوا الى دارالمعتضد بالثريا، فدخلوا من الباب الاول والثانى فمنعوا من الدخول، فوثبوا على منمنعهم، فخرج اليهم من سألهم عن خبرهم،فاخبروه فكتب به الى المعتضد، فادخل اليهمنهم جماعه، و سألهم عن الخبر فذكروه له،فأرسل معهم خفيفا السمرقندي الى يوسفالقاضى، و تقدم الى خفيف ان يأمر يوسفبالنظر في امر الخادم، و ان ينهى اليه مايقف عليه من امره، فمضى معهم خفيف الىيوسف، فكادوا يقتلونه و يقتلون يوسف لمادخلوا عليه مما ازدحموا، حتى افلت يوسفمنهم، و دخل بابا و اغلقه دونهم، و لم يكنبعد ذلك للخادم ذكر، و لا كان للعامه فيامره اجتماع.