سنه 272
خلون من جمادى الآخرة.
و فيها قدم صاعد بن مخلد من فارس، و دخلواسط في رجب، فامر الموفق جميع القواد انيستقبلوه، فاستقبلوه، و ترجلوا له، وقبلوا كفه.
و فيها قبض الموفق على صاعد بن مخلد بواسطو على أسبابه، و انتهب منازلهم يومالاثنين لتسع خلون من رجب، و قبض على ابنيهابى عيسى و ابى صالح ببغداد، و على أخيهعبدون و أسبابه بسامرا، و ذلك كله في يومواحد، و هو اليوم الذى قبض فيه على صاعد، واستكتب الموفق اسماعيل بن بلبل، و اقتصربه على الكتابه دون غيرها.
و وردت الاخبار فيها ان مصر زلزلت فيجمادى الآخرة زلازل اخربت الدور و المسجدالجامع، و انه احصى في يوم واحد بها الفجنازة.
و فيها غلا السعر ببغداد، و ذلك ان اهلسامرا منعوا- فيما ذكر- سفن الدقيق منالانحدار إليها، و منع الطائي اربابالضياع من دياس الطعام و قسمه، يتربص بذلكغلاء الأسعار، فمنع اهل بغداد الزيت والصابون و التمر و غير ذلك من حمله الىسامرا، و ذلك في النصف من شهر رمضان.
و فيها ضجت العامه بسبب غلاء السعر، واجتمعت للوثوب بالطائى، فانصرفوا من مسجدالجامع للنصف من شوال الى داره بين بابالبصره و باب الكوفه، و جاءوه من ناحيهالكرخ، فاصعد الطائي اصحابه على السطوح،فرموهم بالنشاب، و اقام رجاله على بابه وفي فناء داره بالسيوف و الرماح، فقتل بعضالعامه، و جرحت منهم جماعه، و لم يزالوايقاتلونهم الى الليل، فلما كان الليلانصرفوا، و باكروه من غد، فركب محمد بنطاهر، فسكن الناس و صرفهم عنه.
و فيها توفى اسماعيل بن بريه الهاشمى، يومالثلاثاء لإحدى عشره ليله بقيت من شوالمنها.
و لثمان بقين منها توفى عبيد الله بن عبدالله الهاشمى