سنه 287 و هو يومئذ صاحب شرطه العسكر، و امر ببذلالامان لأصحاب الخادم و النداء في العسكرببراءه الذمة ممن وجد في رحله شيء من نهبعسكر الخادم، و لم يرده على اصحابه، فردالناس على كثير منهم ما انتهبوا من عسكرهمو كانت الوقعه و اسر وصيف الخادم- فيما قيل-يوم الخميس لثلاث عشره بقيت من ذي القعده،و كان من اليوم الذى ارتحل المعتضد فيه منمضربه بباب الشماسيه الى ان قبض علىالخادم سته و ثلاثون يوما. و لما قبض المعتضد على الخادم انصرف- فيماذكر- الى عين زربه، فأقام بها يومين، فلماكان في صبيحة الثالث، اجتمع اليه اهل عينزربه، و سألوه ان يرحل عنهم لضيق الميرةببلدهم، فرحل عنها في اليوم الثالث، فنزلالمصيصة بجميع عساكره الا أبا الأغر خليفهبن المبارك، فانه كان وجهه ليأخذ علىالخادم الطريق لئلا يصير الى مرعش و ناحيهملطيه، و كان الخادم قد انفذ عياله و عيالاصحابه الى مرعش، و بلغ اصحاب الخادمالذين كانوا قد هربوا ما بذل لهم المعتضدمن الامان، و ما امر برده عليهم منامتعتهم، فلحقوا بعسكر المعتضد داخلين فيامانه و كان نزول المعتضد بالمصيصة- فيماقيل- يوم الأحد لعشر بقين من ذي القعده،فأقام بها الى الأحد الآخر، و كتب الى وجوهاهل طرسوس في المصير اليه، فاقبلوا اليهممنهم النغيل- و كان من رؤساء الثغر- و ابنله، و رجل يقال له ابن المهندس، و جماعهمعهم، فحبس هؤلاء مع آخرين، و اطلق اكثرهمفحمل الذين حبسهم معه الى بغداد، و كان قدوجد عليهم لانهم- فيما ذكر- كانوا كاتبواوصيفا الخادم و امر المعتضد باحراق جميعالمراكب البحرية التي كان المسلمون يغزونفيها و جميع آلاتها. و ذكر ان دميانه غلام يازمان هو الذى اشارعليه لشيء كان في نفسه على اهل طرسوس،فاحرق ذلك كله، و كان في المراكب نحو منخمسين مركبا قديما قد انفق عليها اموالجليله لا يعمل مثلها في هذا الوقت فاحرقت،فأضر ذلك بالمسلمين، و كسر ذلك فياعضادهم، و قوى به الروم، و أمنوا ان يغزوافي البحر و قلد المعتضد الحسن بن على كورهالثغور الشامية بمسلم