سنه 289 الف درهم ليصرفها في عطاء اصحابه لبيعهالمكتفي، فخرج بها يانس. فذكر انه لما صار بالاهواز، وجه اليه بدرمن قبض المال منه فرجع يانس الى مدينهالسلام، فلما وصلت كتب المكتفي الى القوادالمضمومين الى بدر، فارق بدرا جماعه منهم،و انصرفوا عنه الى مدينه السلام، منهمالعباس بن عمرو الغنوي و خاقان المفلحى ومحمد بن إسحاق بن كنداج و خفيفالاذكوتكينى و جماعه غيرهم فلما صاروا الىمدينه السلام دخلوا على المكتفي، فخلع-فيما ذكر- على نيف و ثلاثين رجلا منهم، واجاز جماعه من رؤسائهم، كل رجل منهم بمائهالف درهم، و اجاز آخرين بدون ذلك، و خلععلى بعضهم، و لم يجزه بشيء و انصرف بدر فيرجب، عامدا المصير الى واسط و اتصلبالمكتفى اقبال بدر الى واسط، فوكل بداربدر، و قبض على جماعه من غلمانه و قواده،فحبسوا، منهم نحرير الكبير، و عريبالجبلي، و منصور، ابن اخت عيسى النوشرى وادخل المكتفي على نفسه القواد، و قال لهم:لست اؤمر عليكم أحدا، و من كانت له منكمحاجه فليلق الوزير، فقد تقدمت اليه بقضاءحوائجكم و امر بمحو اسم بدر من التراس والاعلام، و كان عليها ابو النجم مولىالمعتضد بالله، و كتب بدر الى المكتفيكتابا دفعه الى زيدان السعيدي، و حمله علىالجمازات فلما وصل الكتاب الى المكتفياخذه، و وكل بزيدان هذا، و اشخص الحسن بنعلى كوره في جيش الى ناحيه واسط و ذكر انهقدمه المكتفي على مقدمته. ثم احدر محمد بن يوسف مع المغرب لليلةبقيت من شعبان من هذه السنه برسالة الىبدر، و كان المكتفي ارسل الى بدر حين فصلمن عمل فارس يعرض عليه ولايه اى النواحيشاء، ان شاء أصبهان و ان شاء الري، و ان شاءالجبال، و يأمره بالمصير الى حيث أحب منهذه النواحي مع من أحب من الفرسان والرجاله، يقيم بها معهم واليا عليها فأبىذلك بدر، و قال: لا بد لي من المصير الى بابمولاى