سنه 289 و عبر بدر دجلة، فصار الى النعمانية، وامر غلمانه و اصحابه الذين يقوا معه انينزعوا سلاحهم، و الا يحاربوا أحدا، واعلمهم ما ورد به عليه ابو عمر من الامان،فبينا هو يسير إذ وافاه محمد بن إسحاق بنكنداج في شذا، و معه جماعه من الغلمان،فتحول الى الحراقة، و ساله بدر عن الخبر،فطيب نفسه، و قال له قولا جميلا، و هم في كلذلك يؤمرونه، و كان القاسم بن عبيد اللهوجهه، و قال له: إذا اجتمعت مع بدر، و صرتمعه في موضع واحد، فأعلمني فوجه الىالقاسم، و اعلمه، فدعا القاسم بن عبيدالله لؤلؤا احد غلمان السلطان، فقال له: قدندبتك لامر، فقال: سمعا و طاعه، فقال له:امض و تسلم بدرا من ابن كنداجيق، و جئنيبرأسه فمضى في طيار حتى استقبل بدرا و منمعه بين سيب بنى كوما و بين اضطربد، فتحولمن الطيار الى الحراقة، و قال لبدر: قم،فقال: و ما الخبر؟ قال: لا باس عليك، فحولهالى طيارة، و مضى به حتى صار به الى جزيرةبالصافية، فاخرجه الى الجزيرة، و خرج معه،و دعا بسيف كان معه فاستله، فلما ايقن بدربالقتل ساله ان يمهله حتى يصلى ركعتين،فأمهله، فصلاهما، ثم قدمه فضرب عنقه، وذلك في يوم الجمعه قبل الزوال لست خلون منشهر رمضان، ثم أخذ راسه و رجع الى طيارة، واقبل راجعا الى معسكر المكتفي بنهر ديالىو راس بدر معه، و تركت جثته مكانها، فبقيتهنالك ثم وجه عياله من أخذ جثته سرا،فجعلها في تابوت، و اخفوها عندهم، فلماكان ايام الموسم حملوها الى مكة، فدفنوهابها- فيما قيل- و كان اوصى بذلك، و اعتق قبلان يقتل مماليكه كلهم، و تسلم السلطانضياع بدر و مستغلاته و دوره و جميع مالهبعد قتله و ورد الخبر على المكتفي بما كانمن قتل بدر، لسبع خلون من شهر رمضان من هذهالسنه، فرحل منصرفا الى مدينه السلام، ورحل معه من كان معه من الجند، و جيء برأسبدر اليه، فوصل اليه قبل ارتحاله من موضعمعسكره، فامر به فنظف، و رفع في الخزانه، ورجع ابو عمر القاضى