سنه 289 و كان سبب قتله- فيما ذكر- ان بعض البرابرهزرقه بمزراق و اتبعه نفاط، فزرقه بالنارفأحرقه، و ذلك في كبد الحرب و شدتها، ثمدارت على المصريين الحرب، فانحازوا،فاجتمعت موالي بنى العليص و من معهم منالاصبغيين و غيرهم على نصب الحسين بنزكرويه أخي الملقب بالشيخ فنصبوا أخاه، وزعم لهم انه احمد بن عبد الله بن محمد بناسماعيل بن جعفر ابن محمد، و هو ابن نيف وعشرين سنه، و قد كان الملقب بالشيخ حملموالي بنى العليص على صريحهم، فقتلواجماعه منهم، و استذلوهم، فبايعوا الحسينابن زكرويه المسمى باحمد بن عبد الله بنمحمد بن اسماعيل بن جعفر بعد أخيه، فأظهرشامه في وجهه ذكر انها آيته، و طرا اليهابن عمه عيسى بن مهرويه المسمى عبد الله، وزعم انه عبد الله بن احمد بن محمد بناسماعيل بن جعفر بن محمد، فلقبه المدثر، وعهد اليه، و ذكر انه المعنى في السورة التييذكر فيها المدثر، و لقب غلاما من اهلهالمطوق، و قلده قتل اسرى المسلمين، و ظهرعلى المصريين، و على جند حمص و غيرها مناهل الشام، و تسمى بامره المؤمنين علىمنابرها، و كان ذلك كله في سنه تسع وثمانين، و في سنه تسعين. و في اليوم التاسع من ذي الحجه من هذهالسنه صلى الناس العصر في قمص الصيفببغداد، فهبت ريح الشمال عند العصر، فبردالهواء حتى احتاج الناس بها من شده البردالى الوقود و الاصطلاء بالنار، و لبسالمحشو و الجباب، و جعل البرد يزداد حتىجمد الماء و فيها كانت وقعه بين اسماعيل بناحمد بالري و محمد بن هارون و ابن هارون-فيما قيل- حينئذ في نحو من ثمانية آلاف،فانهزم محمد بن هارون و تقدم اصحابه، وتبعه من اصحابه نحو من الف، و مضوا نحوالديلم، فدخلها مستجيرا بها، و دخلاسماعيل بن احمد الري، و صار زهاء الف رجل-فيما ذكر- ممن انهزم من اصحابه الى بابالسلطان و في جمادى الآخرة منها لاربعخلون منها ولى القاسم بن سيما غزو الصائفهبالثغور الجزرية، و اطلق له من المال اثناو ثلاثون الف دينار. و حج بالناس في هذه السنه الفضل بن عبدالملك الهاشمى.