تاريخ المدينه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تاريخ المدينه - نسخه متنی

محمد شيرازي

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وقال عبد الله بن أبيّ: والله لولا نفقتكم على هؤلاء السفهاء الذين ليس لهم إلا ما ركبوا رقابكم، وما خرج معهم رجل واحد منهم، وللحقوا بعشائرهم فالتمسوا العيش، ولو أنا قد رجعنا إلى المدينة لقد أخرج الأعز منها الأذل، فأحصى الله عز وجل عليه ما قال، وسمع زيد بن أرقم ـ رجل من بني حارثة بن الخزرج ـ قول عبد الله ابن أبيّ فأخبر عمر بن الخطاب، فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله، هل لك في ابن أبيّ فانه يقول آنفاً: والله لولا نفقتكم على هؤلاء السفهاء الذين ليس لهم شيء إلا ما ركبوا رقابكم وما اتبعه منهم رجل، وللحقوا بعشائرهم فالتمسوا العيش، ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. أخبرني زيد بن أرقم أنه سمع هذا منه، فابعث إليه يا رسول الله عبّاد بن بشر أخا بني عبد الأشهل أو معاذ بن عمرو بن الجموح فليقتله.

فكره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله، فلما رأى ذلك عمر سكت، وتحدث أهل عسكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بكلمة عبد الله بن أبيّ وأفاضوا فيها، فأذّن مكانه بالرحيل ولم يتقار في منزله، ولم يكن إلا أن نزل فارتحل.

فلما استقل الناس قالوا: ما شأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يتقار في منزله، لقد جاءه خبر، لعله أغير على المدينة وما فيها؟ فبعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى ابن أبيّ فسأله عما تكلم به، فحلف بالله ما قال من ذلك شيئاً، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن كان سبق منك قول شيء فتب، فجحد وحلف، فوقع رجال بزيد بن أرقم وقالوا: أسأت بابن عمك وظلمته، ولم يصدقك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فبينما هم يسيرون رأوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوحى إليه، فلما قضى الله قضاءه في موطنه وسرى عنه نظر فإذا هو بزيد بن أرقم… فقال: أبشر فقد صدق الله حديثك، فقرأ عليه سورة المنافقين حتى بلغ ما أنزل الله في ابن أبيّ إلى قوله: ( ولكن المنافقين لا يعلمون ) (1) .

فلما نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بقباء من طريق عمق سرح الناس ظهرهم، وأخذتهم ريح شديدة حتى أشفق، وقال الناس: يا رسول الله ما شأن هذه الريح؟ فزعموا أنه قال: مات اليوم منافق عظيم النفاق ولذلك عصفت وليس عليكم منها بأس إن شاء الله، وكان موته غائظاً للمنافقين.

قال جابر بن عبد الله: فرجعنا إلى المدينة فوجدنا منافقاً عظيم النفاق مات يومئذ ، وسكنت الريح آخر النهار، فجمع الناس ظهرهم، وفُقِدَت راحلة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من بين الإبل، فسعى لها الرجال يلتمسونها، فقال رجل من المنافقين كان في رفقة من الأنصار: أين يسعى هؤلاء الرجال؟ قال أصحابه: يلتمسون راحلة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال المنافق: ألا يحدثه الله بمكان راحلته؟ فأنكر عليه أصحابه ما قال، وقالوا: قاتلك الله؛ نافقت، فلم خرجت وهذا في نفسك؟ لا صحبتنا ساعة. فمكث المنافق معهم شيئاً، ثم قام وتركهم، فعمد لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسمع الحديث، فوجد الله قد حدثه حديثه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والمنافق يسمع: أن رجلاً من المنافقين شمت أن ضلت ناقة رسول الله، وقال: ألا يحدثه الله بمكان ناقته، وإن الله قد أخبرني بمكانها، ولا يعلم الغيب إلا الله، وأنها في الشعب المقابل لكم، قد تعلق زمامها بشجرة.

فعمدوا إليها فجاءوا بها، وأقبل المنافق سريعاً حتى أتى الذين قال عندهم ما قال، فإذا هم جلوس مكانهم لم يقم منهم من مجلسه، فقال أنشدكم بالله هل أتى منكم محمداً فأخبره بالذي قلت؟ قالوا: اللهم لا، ولا قمنا من مجلسنا هذا بعد، قال: فإني قد وجدت عند القوم حديثي، والله لكأني لم أسلم إلا اليوم، وإن كنت لفي شك من شأنه، فأشهد أنه رسول الله.

فقال له أصحابه: فاذهب إليه فليستغفر لك، فزعموا أنه ذهب إليه فاعترف بذنبه، فاستغفر له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). ويزعمون أنه ابن اللصيت، ولم يزل ـ زعموا ـ يفسل حتى مات.

وعن موسى بن عقبة قال: حدثنا عبد الله بن الفصل أنه سمع أنس بن مالك ـ وقد سئل عن زيد بن أرقم ـ فقال: هو الذي يقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): هو الذي أوفى الله بأُذُنه؛ سمع رجلاً من المنافقين يقول ـ والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يخطب ـ: لئن كان هذا صادقاً لنحن شر من الحمير.

فقال زيد بن أرقم: فقد والله صدق، ولأنت شر من الحمير، ثم رفع ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله

/ 41