حيث فرغنا عن الخبر، فلنتكلم في الانشاء:فـ (الانشاء) لغة: هو االايجاد.وفي الاصطلاح: ما لا يحتمل صدقاً ولا كذباً، كالامر والنهي والاستفهام والتمني والنداء وغيرها، فإنك إذا قلت: (اللّهم ارحمني) لا يصح أن يقال لك: صادق أو كاذب، نعم يصح ذلك بالنسبة الى الخبر الضمني المستفاد من الكلام، وهو انك طالب للمغفرة.
أقسام الإنشاء
والانشاء ينقسم إلى (طلبي) و(غير طلبي).فا لانشاء غير الطلبي: ما لايستدعي مطلوباً غير حاصل وقت الطلب، وهو على أقسام:1 ـ المدح والذم، ويكونان بـ (نعم) و(حبذا) و(ساء) و(بئس) و(لاحبذا)، نحو: (نعم الرجل زيد) و(وبئست المرأة هند).2 ـ العقود، سواء كانت بلفظ الماضي، نحو: (بعت) و(وهبت) أم بغيره، نحو: (امرأتي طالق) و(عبدي حرّ).3 ـ القَسَم، سواء كان بالواو أو بغيرها، نحو: (والله) و(لعمرك).4 ـ التعجّب، ويأتي قياساً بصيغة (ما أفعله) و(أفعل به) نحو): (ما أحسن عليّاً) و(أكرم بالحسين) وسماعاً بغيرهما، نحو: (كيف تكفرون بالله)(1).5 ـ الرجاء، ويأتي بـ (عسى) و(حرى) و(اخلولق) نحو: (فعسى الله أن يأتي بالفتح)(2).
الإنشاء الطلبي
والانشاء الطلبي: هو الذي يستدعي مطلوباً غير حاصل وقت الطلب ـ حسب اعتقاد المتكلم ـ وهو المبحوث عنه في علم المعاني لما فيه من اللطائف البلاغيّة، وانواعه خمسة:الأول: الامر، وهو طلب حصول الفعل من المخاطب على سبيل الاستعلاء، وهو امّا:1 - بفعل الامر نحو: (اقم الصلاة لدلوك الشمس)(3).2 - أو بالمضارع المجزوم بلام الأمر نحو: (وليتق الله ربه)(4) ومثله الجملة نحو:(يعيد الصلاة)(5).3 - أو باسم فعل الامر نحو: (عليكم أنفسكم)(6).4 - أو بالمصدر النائب عن فعل الأمر: نحو: (ذهاباً الى بيت الله).قالوا: وقد تخرج صيغة الامر: عن معناها الاصلي ـ المتقدم ـ فيراد منها أحد المعاني الآتية بالقرينة، لكن الظاهر أنها مستعملة في معناها، وانما تختلف الدواعي، وتحقيقه في الاصول(7).1 ـ الدعاء، نحو: (رب أوزعني أن أشكر نعمتك)(8).2 ـ الإلتماس، نحو: (اذهب الى الدار) تقوله لمن يساويك.3 ـ الارشاد، نحو: (اذا تداينتم بدين الى اجل مسمى فاكتبوه)(9).4 ـ التهديد، نحو: (اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير)(10).5 ـ التعجيز، نحو: (فأتوا بسورة من مثله)(11).6 ـ الاباحة، نحو: (وكلوا واشربوا حتّى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)(12).7 ـ التسوية، نحو: (اصبروا أو لا تصبروا)(13).8 ـ الإكرام، نحو: (ادخلوها بسلام آمنين)(14).9 ـ الإمتنان، نحو: (فكلوا ممّا رزقكم الله)(15).10 ـ الاهانة، نحو: (كونوا حجارة أو حديداً)(16).11 ـ الدوام، نحو: (اهدنا الصراط المستقيم)(17).